المتوكل: يا راح خذ رطل بللور فاملأه شرابا، وادفعه إليه ففعل فلما دفعه إليه بهت البحتري ينظر إليه فقال المتوكل للفتح: كيف ترى؟ ثم قال: يا بحتري قل في راح بيت شعر، ولا تصرح باسمه فقال [من الرمل]:
حاز بالود فتى أمسى. . . رهينا بك مدنف
اسم من أهواه في شعري. . . مقلوب مصحف
أخبرني علي بن أبي علي البصري قال: أخبرنا محمد بن عمران الكاتب أن أبا بكر الجرجاني أخبره، عن محمد بن يزيد النحوي قال: كتبنا إلى البحتري أن يجيئنا بعقب مطر فكتب إلينا [من البسيط]:
إن التزاور فيما بيننا خطر. . . والأرض من وطأة البرذون تنخسف
إذا اجتمعنا على يوم الشتاء فلي. . . هم بما أنا لاق حين أنصرف
أخبرنا الجوهري قال: أخبرنا محمد بن العباس قال: أنشدنا عبد الرحمن بن وليدويه قال: أنشدني أبي يهجو البحتري [من الخفيف]:
قل لمن جاءنا بنسبة زور. . . يدعي أنه لبحتر طي
يتبازى كأنه عربي. . . فإذا ما امتحنت ليس بشي
قد تعدى وجاء أمرا فريا. . . كيف ينساغ ذا له يا أخي
إن يجوز الذي ادعيت فإني قائل. . . في غد أبي من لؤي
أخبرني التنوخي قال: أخبرنا أبو عبيد الله المرزباني أن الصولي أخبره قال: روي عن أبي الغوث أن أباه مات في سنة ثلاث وثمانين ومائتين.
وأخبرني التنوخي قال: أخبرنا المرزباني أن محمد بن يحيى أخبره قال: مات البحتري بمنبج وقيل: بحلب في أول سنة خمس وثمانين ومائتين، وقيل: في آخر سنة أربع وثمانين ومائتين، ومولده سنة ست ومائتين.