عليه دواوين العرب كلها أو أكثرها فيسابق إلى إتمامها ويحفظها، وما رأيته قط قرئ عليه ديوان شاعر إلا وهو يسابق إلى روايته لحفظه له.
حدثني علي بن محمد بن نصر، قال: سمعت حمزة بن يوسف يقول: سألت أبا الحسن الدارقطني عن ابن دريد، فقال: تكلموا فيه. وقال حمزة: سمعت أبا بكر الأبهري المالكي يقول: جلست إلى جنب ابن دريد وهو يحدث ومعه جزء فيه: قال الأصمعي، فكان يقول في واحد: حدثنا الرياشي، وفي آخر: حدثنا أبو حاتم، وفي آخر: حدثنا ابن أخي الأصمعي، عن الأصمعي، كما يجيء على قلبه.
كتب إلي أبو ذر عبد بن أحمد الهروي من مكة، قال: سمعت أبا منصور الأزهري يقول: كنا ندخل على ابن دريد ونستحي منه مما نرى من العيدان المعلقة، والشراب المصفى موضوع، وقد كان جاوز التسعين سنة.
قال أبو ذر: سمعت إسماعيل بن سويد يقول: جاء إلى ابن دريد سائل فلم يكن عنده غير دن نبيذ، فوهبه له، فجاء غلامه فقال: الناس يتصدقون بالنبيذ. فقال: أي شيء أعمل، لم يكن عندي غيره. فأتم اليوم حتى أهدي إليه عشرة دنانير، فقال لغلامه: تصدقنا بواحد وأخذنا عشرة.
أخبرنا علي بن أبي علي، قال: سمعت أبا بكر بن شاذان يقول: مات ابن دريد سنة إحدى وعشرين. قرأت على الحسن بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل القاضي، قال: مات أبو بكر بن دريد في يوم الأربعاء لثنتي عشرة ليلة بقين من شعبان سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة.
حدثني محمد بن علي الصوري، قال: أخبرنا الحسن بن أحمد بن نصر القاضي، قال: حدثنا أبو العلاء حمد بن عبد العزيز، قال: كنت في جنازة أبي