ابن القاسم قال: حدثني إسحاق بن إبراهيم السالمي الكوفي قال: حدثني محمد بن عمر الجرجاني قال: رأيت أبا العتاهية جاء إلى أبي فقال له: إن والبة بن الحباب قد هجاني، ومن أنا منه؟ أنا جرار مسكين فجعل يرفع من والبة، ويضع من نفسه فأحب أن تكلمه أن يمسك عني، قال: فكلم أبي والبة في أمره، وقال له: تكف عنه وعرفه أن أبا العتاهية جاءه، وسأله ذلك فلم يقبل، وجعل يشتم أبا العتاهية فتركه ثم جاءه أبو العتاهية فسأله عما عمل في حاجته فأخبره بما رد عليه والبة فقال لأبي: لي الآن إليك حاجة قال: وما هي؟ قال: لا تكلمني في أمره قال: قلت: هذا أقل ما يجب لك قال: فقال أبو العتاهية يهجوه [من مجزوء الوافر]:
أوالب أنت في العرب. . . كمثل الشيص في الرطب
هلم إلى الموالي الصيد. . . في سعة وفي رحب
فأنت بنا لعمر الله. . . أشبه منك بالعرب
غضبت عليك ثم رأيت. . . وجهك فانجلى غضبي
لما ذكرتني من لون. . . أجدادي ولون أبي
قال: وكان والبة أشقر اللون، والشعر أبيض فأخرجه أبو العتاهية بلونه من العرب، وأضافه إلى الموالي، وعيره بالشقرة إذ كانت من ألوان العجم دون العرب، وقال فيه أيضا [من الكامل]:
نطقت بنو أسد ولم تظهر. . . وتكلمت سرا ولم تجهر
أما ورب البيت لو جهرت. . . لتركتها وصباحها أغبر
أيروم شتمي منهم رجل. . . في وجهه عبر لمن فكر
وابن الحباب صليبة زعموا. . . ومن المحال صليبة أشقر
ما بال من آباؤه عرب الألوان. . . يحسب من بني قيصر
أترون أهل البدو قد مسخوا. . . شقرا أما هذا من المنكر