أخبرنا محمد بن أبي علي الأصبهاني، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن إسحاق الشاهد بالأهواز، قال: حدثنا ابن منيع، قال: حدثنا يحيى بن أيوب العابد، قال: سمعت منصور بن عمار يقول: ما رأيت أغزر دمعا عند الذكر من ثلاثة: فضيل بن عياض، وأبو عبد الرحمن الزاهد، وهارون الرشيد.
أخبرنا الجوهري، قال: أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب المقرئ، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، قال: حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري قال: لما لقي هارون الرشيد فضيل بن عياض قال له الفضيل: يا حسن الوجه أنت المسئول عن هذه الأمة، حدثنا ليث عن مجاهد: ﴿وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ﴾ قال: الوصل الذي كان بينهم في الدنيا، قال: فجعل هارون يبكي ويشهق.
أخبرني الأزهري، قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن دريد، قال: أخبرنا عبد الرحمن، يعني ابن أخي الأصمعي، عن عمه قال أحمد بن إبراهيم: وقال إبراهيم بن محمد بن عرفة: أخبرنا أحمد بن يحيى، قال: حدثنا أبو زيد، عن الأصمعي قال: سمعت بيتين لم أحفل بهما، قلت: هما على كل حال خير من موضعهما من الكتاب، فإني عند الرشيد يوما وعنده عيسى بن جعفر فأقبل على مسرور الكبير فقال له: يا مسرور كم في بيت مال السرور قال: ليس فيه شيء، فقال عيسى: هذا بيت الحزن قال: فاغتم لذلك الرشيد، وأقبل على عيسى فقال: والله لتعطين الأصمعي سلفا على بيت مال السرور ألف دينار، فاغتم عيسى وانكسر قال: فقلت في نفسي: جاء موضع البيتين فأنشدت الرشيد [من الطويل]:
إذا شئت أن تلقى أخاك معبسا وجداه في الماضين كعب وحاتم فكشفه عما في يديه فإنما تكشف أخبار الرجال الدراهم