للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خالي أحمد بن حمدون يقول: دخل هارون بن زياد مؤدب الواثق على الواثق فأكرمه وأظهر من بره ما شهر به، فقيل له: من هذا يا أمير المؤمنين الذي فعلت به ما فعلت؟ فقال: هذا أول من فتق لساني بذكر الله، وأدناني من رحمة الله ﷿.

أخبرني الأزهري، قال: حدثنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد المقرئ، قال: حدثنا محمد بن يحيى النديم، قال: حدثنا الحزنبل قال: أمر الواثق ابن أبي دؤاد أن يصلي بالناس في يوم عيد، وكان عليلا، فلما انصرف قال له: يا أبا عبد الله، كيف كان عيدكم؟ قال: كنا في نهار لا شمس فيه. فضحك وقال: يا أبا عبد الله، أنا مؤيد بك.

قلت: وكان ابن أبي دؤاد قد استولى على الواثق وحمله عل التشدد في المحنة، ودعا الناس إلى القول بخلق القرآن، ويقال: إن الواثق رجع عن ذلك القول قبل موته، فأخبرني عبيد الله بن أبي الفتح، قال: أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة، قال: حدثني حامد بن العباس عن رجل عن المهتدي: أن الواثق مات وقد تاب عن القول بخلق القرآن.

أخبرنا أبو منصور باي بن جعفر الجيلي، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران، قال: أخبرنا محمد بن يحيى قال: حدثني عبد الله بن المعتز، قال: حدثنا عبد الله بن هارون النحوي، عن محمد بن عطية مؤدب المهتدي قال: قال محمد بن المهتدي: كنت أمشي مع الواثق في صحن داره، فقال لي: يا محمد ادع لي بدواة وقرطاس، فدعوت له، فقال: اكتب فكتبت [من الوافر]:

تنح عن القبيح ولا ترده ومن أوليته حسنا فزده ستكفى من عدوك كل كيد إذا كاد العدو ولم تكده

<<  <  ج: ص:  >  >>