والجود والشجاعة ولقد صدق القائل حيث يقول [من الرجز]:
أولاد يحيى أربع كالأربع الطبائع فهم إذا اختبرتهم طبائع الصنائع فقلت: يا أمير المؤمنين أما الكفاية والبلاغة والسماحة فنعرفها، ففيمن الشجاعة؟ فقال: في موسى بن يحيى، وقد رأيت أن أوليه ثغر السند.
أخبرني أحمد بن عبد الواحد الدمشقي، قال: أخبرنا جدي أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان السلمي، قال: أخبرنا محمد بن جعفر السامري قال: أنشدني أبو الفضل الربعي لأبي قابوس الحميري في يحيى بن خالد [من البسيط]:
رأيت يحيى أتم الله نعمته عليه يأتي الذي لم يأته أحد ينسى الذي كان من معروفه أبدا إلى الرجال ولا ينسى الذي يعد أخبرنا أحمد بن عمر النهرواني، ومُحَمد بن الحسين الجازري - قال أحمد: أخبرنا وقال محمد: حدثنا - المعافى بن زكريا، قال: حدثنا محمد بن أحمد ابن أبي الثلج، قال: حدثنا حسين بن فهم قال: قال ابن الموصلي: حدثني أبي قال: أتيت يحيى بن خالد بن برمك فشكوت إليه ضيقة فقال: ويحك ما أصنع بك؟ ليس عندنا في هذا الوقت شيء، ولكن هاهنا أمر أدلك عليه فكن فيه رجلا قد جاءني خليفة صاحب مصر يسألني أن أستهدي صاحبه شيئا وقد أبيت ذلك عليه فألح علي وقد بلغني أنك قد أعطيت بجاريتك فلانة آلاف دنانير، فهو ذا أستهديه إياها وأخبره أنها قد أعجبتني، فإياك أن تنقصها من ثلاثين ألف دينار، وانظر كيف يكون، قال: فوالله ما شعرت إلا بالرجل قد وافاني فساومني بالجارية فقلت: لا أنقصها من ثلاثين ألف دينار، فلم يزل يساومني حتى بذل لي عشرين ألف دينار، فلما سمعتها ضعف قلبي عن ردها فبعتها، وقبضت العشرين ألفا ثم صرت إلى يحيى بن خالد فقال: