للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

انصرف من جامع الرصافة من مجلس القضاء سألوه وطالبوه فقال لهم: ليس لكم عند أمير المؤمنين شيء فقالوا: إن وقفنا معك إلى غد أتزيدنا على هذا القول شيئا؟ فقال: لا، فقالوا: لا تفعل يا أبا سعيد، فقال: الحبس الحبس، فأمر بهم فحبسوا جميعا، فلما كان الليل ضجوا فقال المأمون: ما هذا؟ فقالوا: الأضراء حبسهم يحيى بن أكثم. فقال: لم حبسهم. فقالوا: كنوه فحبسهم، فدعاه فقال له: حبستهم على أن كنوك فقال: يا أمير المؤمنين، لم أحبسهم على ذلك، إنما حبستهم على التعريض، قالوا لي: يا أبا سعيد يعرضون بشيخ لائط في الخريبة.

أخبرني الأزهري، قال: أخبرنا محمد بن العباس، قال: حدثنا محمد بن خلف بن المرزبان بن بسام المحولي، قال: حدثني أبو العباس أحمد بن يعقوب قال: كان يحيى بن أكثم يحسد حسدا شديدا، وكان مفتنا، فكان إذا نظر إلى رجل يحفظ الفقه سأله عن الحديث، فإذا رآه يحفظ الحديث سأله عن النحو، فإذا رآه يعلم النحو سأله عن الكلام ليقطعه ويخجله، فدخل إليه رجل من أهل خراسان ذكي حافظ فناظره فرآه مفتنا فقال له: نظرت في الحديث؟ قال: نعم، قال: فما تحفظ من الأصول؟ قال: أحفظ شريك، عَن أبي إسحاق، عن الحارث: أن عليا رجم لوطيا فأمسك فلم يكلمه بشيء.

<<  <  ج: ص:  >  >>