فقال: ما جلا أبي قط شيئا، وما كان له صنعة قط، كان يتكلم على الناس فيجلو القلوب فسمي الجلاء.
أخبرنا عبد الكريم بن هوازن القشيري النيسابوري قال: سمعت محمد بن الحسين السلمي يقول: سمعت عبد الله بن علي يقول: سمعت الدقي يقول: سمعتُ ابن الجلاء يقول: لقيت ستمِائَة شيخ ما رأيت مثل أربعة: ذو النون المصري، وأبي، وأبو تراب النخشبي، وأبو عبيد البسري.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، قال: حدثنا محمد بن الحسين النيسابوري قال: سمعت محمد بن عبد العزيز الطبري يقول: سمعت أبا عمر الدمشقي يقول: سمعتُ ابن الجلاء يقول: قلت لأبي وأمي: أحب أن تهباني لله تعالى. قالا: قد وهبناك لله تعالى، فغبت عنهما مدة ورجعت من غيبتي، وكانت ليلة مطيرة فدققت عليهما الباب فقالا: من؟ قلت: ولدكما. قالا: كان لنا ولد فوهبناه لله ونحن من العرب لا نرجع فيما وهبنا، وما فتحا لي الباب.
حَدَّثَنَا عبد العزيز بن علي الأزجي، قال: حدثنا علي بن عبد الله بن الحسن الهمذاني بمكة، قال: حدثنا محمد بن داود، قال: حدثنا أبو عبد الله أحمد بن يحيى الجلاء قال: مات أبي فلما وضع على المغتسل رأيناه يضحك، فالتبس على الناس أمره، فجاءوا بطبيب وغطوا وجهه، فأخذ مجسه فقال: هذا ميت، فكشفوا عن وجهه الثوب فرأوه يضحك. فقال الطبيب: ما أدري حي هو أو ميت، وكان إذا جاء إنسان ليغسله لبسته منه هيبة لا يقدر على غسله حتى جاء رجل من إخوانه فغسله، وكفن وصلوا عليه ودفن.