يقول: قال أبو عمرو محمد بن أحمد الصرام: دخل يحيى بن معاذ الرازي على علوي ببلخ زائرا له ومسلما عليه فقال العلوي ليحيى: أيد الله الأستاذ ما يقول فينا أهل البيت؟ قال: ما أقول في طين عجن بماء الوحي، وغرس غرس بماء الرسالة، فهل يفوح منهما إلا مسك الهدى، وعنبر التقى، قال: فحشا العلوي فاه بالدر، ثم زاره من الغد، فقال يحيى بن معاذ: إن زرتنا فبفضلك، وإن زرناك فلفضلك، فلك الفضل زائرا ومزورًا.
أخبرنا محمد بن عيسى بن عبد العزيز البزاز بهمذان، قال: حدثنا علي بن الحسن بن محمد القزويني قال: سمعت أبا بكر الوراق يقول: سمعت عبد الله بن سهل يقول: سمعت يحيى بن معاذ يقول: ما بعد طريق إلى صديق، ولا استوحش في طريق من سلك فيه إلى حبيب.
حدثنا يحيى بن علي بن الطيب الدسكري لفظا بحلوان قال: سمعت عبد الله بن محمد بن عبد الله الدامغاني بها يقول: سمعت الحسن بن علي بن يحيى بن سلام يقول: قال يحيى بن معاذ: طبيب المحب حبيب، هو أرفق به من كل طبيب.
وقال يحيى: حبك للحبيب يذللك، وحبه لك يدللك.
وقال يحيى: لو أن مؤمنا مات من حب ملك أو نبي لم يكن عجبا منه؟ فكيف من حب الله؟
وقال يحيى: العيش في حبه أعجب من الموت في حبه.
أخبرنا أحمد بن علي بن الحسين التوزي، قال: حدثنا محمد بن الحسين السلمي قال: سمعت يعقوب بن يوسف الأبهري يقول: سمعت أبا بكر بن طاهر يقول: كان ليحيى بن معاذ أخ يقال له إسماعيل، وكان أكبر منه، فقال رجل مع من يريد أن يعيش أخوك يحيى وقد هجر الخلق؟