وأخبرنا التنوخي، قال: أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر قال: يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد كان رجلا صالحا عفيفا خيرا حسن العلم بصناعة القضاء، شديدا في الحكم، لا يراقب فيه أحدا، وكانت له هيبة ورياسة، وحمل الناس عنه حديثا كثيرا، وكان ثقة أمينا.
وأخبرنا التنوخي، قال: أخبرني أبي قال: حدثني أبي قال: سمعت القاضي أبا عمر، وهو مُحَمد بن يوسف يقول: قدم خادم من وجوه خدم المعتضد بالله إلى أبي في حكم فجاء فارتفع في المجلس فأمره الحاجب بموازاة خصمه فلم يفعل إدلالا بعظم محله من الدولة، فصاح أبي عليه وقال: قفاه أتؤمر بموازاة خصمك فتمتنع يا غلام عمرو بن أبي عمرو النخاس الساعة لأتقدم إليه ببيع هذا العبد، وحمل ثمنه إلى أمير المؤمنين ثم قال لحاجبه: خذ بيده وسو بينه وبين خصمه، فأخذ كرها وأجلس مع خصمه، فلما انقضى الحكم انصرف الخادم فحدث المعتضد بالحديث، وبكى بين يديه فصاح عليه المعتضد. وقال: لو باعك لأجزت بيعه، وما رددتك إلى ملكي أبدا، وليس خصوصك بي يزيل مرتبة الحكم، فإنه عمود السلطان، وقوام الأديان.
أخبرنا مُحمد بن عَبد العزيز بن جَعفر البرذعي، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران، قال: حدثنا أبو محمد بن السكري قال: حدثني بعض أصحابي أنه دخل مع أبي بكر بن أبي الدنيا إلى القاضي يوسف بن يعقوب فسأل القاضي عن قوته فقال القاضي: أجدني كما قال سيبويه [من الرجز]: