السراج يقول: حكى لي بعض إخواني عن أبي الحسين الدراج قال: قصدت يوسف بن الحسين الرازي من بغداد فلما دخلت الري سألت عن منزله فكل من أسأل عنه يقول لي: أيش تفعل بذاك الزنديق؟ فضيقوا صدري حتى عزمت على الانصراف فبت تلك الليلة في مسجد ثم قلت: جئت هذا البلد فلا أقل من زيارة، فلم أزل أسأل عنه حتى وقعت إلى مسجده، وهو قاعد في المحراب وبين يديه رجل عليه مصحف يقرأ، وإذا هو شيخ بهي حسن الوجه واللحية، فدنوت وسلمت فرد السلام وقال: من أين؟ فقلت: من بغداد قصدت زيارة الشيخ فقال: لو أن في بعض البلدان قال لك إنسان: أقم عندي حتى أشتري لك دارا وجارية أكان يمنعك عن زيارتي؟ فقلت: يا سيدي ما امتحنني الله بشيء من ذاك، ولو كان لا أدري كيف كنت أكون؟ فقال: تحسن أن تقول شيئا؟ فقلت: نعم وقلت [من الطويل]:
رأيتك تبني دائبا في قطيعتي ولو كنت ذا حزم لهدمت ما تبني فأطبق المصحف ولم يزل يبكي حتى ابتل لحيته وثوبه حتى رحمته من كثرة بكائه ثم قال لي: يا بني تلوم أهل الري على قولهم يوسف بن الحسين زنديق، ومن وقت الصلاة هو ذا أقرأ القرآن لم تقطر من عيني قطرة، وقد قامت علي القيامة بهذا البيت.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري، قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: سمعت عبد الله بن عطاء يقول: كان مرحوم الرازي يتكلم في يوسف بن الحسين، فاتبعته ليلة وهو يبكي فقيل له: ما لك؟ قال: رأيت كتابا نزل من السماء، فلما قرب من الخلق إذا فيه مكتوب بخط جليل: هذه براءة ليوسف بن الحسين مما قيل فيه، فجاء إليه واعتذر.
أخبرنا أحمد بن علي المحتسب، قال: حدثنا الحسن بن الحسين بن حمكان الفقيه قال: سمعت أبا الحسن علي بن إبراهيم بن ثابت البغدادي يقول: سمعت أبا عبد الله الخنقاباذي يقول: حضرنا يوسف بن الحسين الرازي، وهو يجود بنفسه فقيل له: يا أبا يعقوب قل شيئا. فقال: اللهم إني نصحت