حدثني أبو طاهر محمد بن علي بن محمد بن يوسف الواعظ قال: قال لي يوسف بن عمر القواس: حضرت مجلس القاضي المحاملي، وكان له أربعة مستملين يستملون عليه، وكنت لا أكتب في مجلس الإملاء إلا ما أسمعه من لفظ المحدث، فقمت قائما لأني كنت بعيدا من المحاملي بحيث لا أسمع لفظه، فلما رآني الناس أفرجوا لي وأجازوني حتى جلست مع المحاملي على السرير، فلما كان من الغد جاءني رجل فسلم علي وقال لي: أسألك أن تجعلني في حل. فقلت له: مماذا؟ قال: رأيتك أمس قمت في المجلس وتخطيت رقاب الناس. فقلت في نفسي: إنك قصدت القيام بتخطي رقاب الناس لا لسماع الحديث فرأيت رسول الله ﷺ في المنام، وهو يقول لي: من أراد سماع الحديث كأنه يسمعه مني فليسمعه كسماع أبي الفتح القواس أو كما قال.
سمعت علي بن محمد بن الحسن السمسار يقول: ما أتيت يوسف بن عمر القواس قط إلا وجدته يصلي.
سمعت البرقاني والأزهري ذكر أبي الفتح القواس فقالا: كان من الأبدال. وقال لنا الأزهري: كان أبو الفتح مجاب الدعوة.
كتب إلي أبو ذر عبد بن أحمد الهروي من مكة يذكر أنه سمع أبا الحسن الدارقطني يقول: كنا نتبرك بأبي الفتح القواس، وهو صبي.
حدثني تمام بن محمد الهاشمي، ومُحَمد بن علي بن الفتح وغيرهما أنهم سمعوا أبا الفتح يوسف القواس يذكر أنه وجد في كتبه جزءا له فيه فضائل معاوية قد قرضته الفأرة، فدعا الله تعالى على الفأرة التي قرضته فسقطت من السقف، ولم تزل تضطرب حتى ماتت، فحدثني عبد الغفار بن عبد الواحد الأرموي قال: حدثني أبو الحسن بن حميد قال: سمعت أبا ذر عبد بن أحمد الهروي يقول: كنت عند أبي الفتح القواس وقد أخرج جزءا من كتبه