وضئني للصلاة ففعلت فنسيت تخليل لحيته، وقد أمسك على لسانه، فقبض على يدي، وأدخلها في لحيته ثم مات، فبكى جعفر وقال: ما تقولون في رجل لم يفته في آخر عمره أدب من آداب الشريعة.
أخبرنا محمد بن علي بن الفتح، قال: أخبرنا محمد بن الحسين بن موسى الصوفي قال: سمعت أبا نصر الهروي يقول: كان الشبلي يقول: إنما يحفظ هذا الجانب بي يعني من الديالمة، فمات هو يوم الجمعة، وعبرت الديالمة إلى الجانب الشرقي يوم السبت، مات هو وعلي بن عيسى في يوم واحد.
أخبرني أبو الفضل محمد بن عبد العزيز بن العباس بن المهدي الهاشمي الخطيب، قال: حدثنا أبو حفص عمر بن عبد الله بن عمر الدلال، قال: أخبرني بكير صاحب الشبلي قال: وجد الشبلي يوم الجمعة آخر ذي الحجة سنة أربع وثلاثين وثلاثمِائَة خفة من وجع كان به فقال: تنشط نمضي إلى الجامع؟ قلت: نعم، قال: فاتكأ على يدي حتى انتهينا إلى الوراقين من الجانب الشرقي قال: فتلقانا رجل جائي من الرصافة، فقال: بكير؟ قلت: لبيك، قال: غدا يكون لي مع هذا الشيخ شأن، ثم مضينا وصلينا ثم عدنا فتناول شيئا من الغداء، فلما كان الليل مات ﵀ فقيل: في درب السقائين رجل شيخ صالح يغسل الموتى، قال: فدلوني عليه في سحر ذلك اليوم، فنقرت الباب خفيا فقلت: سلام عليكم فقال: مات الشبلي؟ قلت: نعم، فخرج إلي فإذا به الشيخ فقلت: لا إله إلا الله فقال: لا إله إلا الله تعجبا، ثم قلت: قال لي الشبلي أمس لما التقينا بك في الوراقين: غدا يكون لي مع هذا الشيخ شأن، بحق معبودك من أين لك أن الشبلي قد مات؟ قال: يا أبله فمن أين للشبلي أنه يكون له معي شأن من الشأن اليوم؟
حدثنا أبو نصر إبراهيم بن هبة الله الجرباذقاني بها قال: قال لنا أبو منصور معمر بن أحمد الأصبهاني: مات الشبلي في سنة أربع وثلاثين وثلاثمِائَة. قال غيره: مات يوم الجمعة لليلتين بقيتا من ذي الحجة.