للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رعى الله من عمّ البرية عدله ... فأنصف مظلوم وأومن خائف

له منن في حرب خطب معاطف ... دماث وفي صدر الخطوب عواطف

فكم داهل [١] هدته- نصر الله عزائمها- بعد الضلال، وحرّ استنقذته من حبائل الإقلال، ومرهق خفّفت عنه وطأة الزمن المتثاقل، وطريق [٢] بوّأته من حرمها أمنع المعاقل:

منازل عزّ لو يحلّ ابن مزنة [٣] ... بها لسلا عما له من منازل

فيا صارما يعطي وينسى عطاءه ... ولم نر سيفا ذا وفاء ونائل

يكاد يفيض البرق من وجناته ... إذا ما أتاه سائل بوسائل

إذا هو عرّى سيفه من غموده ... وأفضى بفضفاض من السّرد ذابل

وقد صبغ النقع النهار بصبغة ... ترى ناصلا منها بياض المناصل

رأيت متون الخيل تحمل ضيغما ... مرير مذاق الكيد حلو الشمائل

يلذّ له طعن الكماة كأنما ... جرى الشّنب المعسول فوق العواسل [٤]

وكم أخرست أطرافها من غماغم ... لأقرانه واستنطقت من ثواكل

من القوم لم تترك لهم عند كاشح ... طوال ردينياتهم من طوائل

إذا ما سروا خلف العدوّ وهجّروا ... تظلّل من أرماحهم في ظلائل

وما ذبلت يوما خميلة عزة ... إذا زرعت فيها كعوب الذوابل

أوائل مجد لم يزل فاخرا بها ... تميم بن مرّ أو كليب بن وائل

ثم جاءته مناقب الحضرة العلية فتمّ بها مناقب تميم، وحكم لآل القعقاع أمر حكيم، ونصر لواء بني نصر، وأبدرت أهلة بني بدر، ونبه منبه هوازن، وظهرت


[١] م: أهل؛ وصوبته. والداهل: المتحير، وربما كانت «ذاهل» .
[٢] طريق هنا بمعنى مطروق: وهو الضعيف (ولعلها «وطريد» ) .
[٣] ابن مزنة: الهلال.
[٤] العواسل: الرماح لأنها تعسل أي تهتز؛ م: طعم الكماة (وصوّبه النشاشيبي) .

<<  <  ج: ص:  >  >>