للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أهدى إليك بنو الحاجات واحتفلوا ... في مهرجان جديد أنت مبليه

لكنّ عبدك إبراهيم حين رأى ... علوّ قدرك لا شيء يباريه

لم يرض بالأرض يهديها إليك فقد ... أهدى لك الفلك الأعلى بما فيه

ولقابوس أبيات تشبه هذه مذكورة في بابه.

ذكر القبض على أبي إسحاق الصابىء والسبب فيه، وما جرى عليه من أمره إلى أن أطلق: قال هلال بن المحسن: قبض عليه في يوم السبت لأربع بقين من ذي العقدة سنة سبع وستين وثلاثمائة، وأفرج عنه يوم الأربعاء لعشر بقين من جمادى الأولي سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، فكان مدة حبسه ثلاث سنين وسبعة أشهر وأربعة عشر يوما. قال [١] : وكان السبب في القبض عليه أنه كان قد خدم عضد الدولة عند كونه بفارس بالشعر والمكاتبة والقيام بما يعرض من أموره بالحضرة، فقبله وأنفق عليه وأرفده في أكثر نكباته بمال حمله إليه. وورد عضد الدولة في سنة أربع وستين وثلاثمائة فزاد قربه منه وخصوصه به وتأكّد حاله عنده، فلما أراد العود إلى فارس عمل على الخروج معه إشفاقا من المقام بعده، ثم علم أنه متى فعل ذلك أسلم أهله وولده وتعجّل منهم ما عسى الله أن يدفعه عنه، فاستظهر له عضد الدولة بأن ذكره في الاتّفاق الذي كتب بينه وبين عزّ الدولة وعمدتها [٢]- أخيه-، واليمين التي حلفا بها، وشرط عليهما حراسته في نفسه وماله، وترك تتبعه في شيء من أحواله، وانحدر عضد الدولة فلم يأمن على نفسه من عز الدولة وأبي طاهر ابن بقية وزيره [٣] واستتر وأقام على الاستتار مدة، ثم توسط أبو محمد ابن معروف [٤] أمره معهما، وأخذ له العهد عليهما والأمان منهما، واستوثق بغاية ما يستوثق به من مثلهما، وظهر فتركاه مديدة ثم قبضا


[١] قارن بما ورد في ذيل تجارب الأمم: ٢٠- ٢٤.
[٢] وعمدتها: يعني عمدة الدولة وهو أخو عز الدولة.
[٣] هو محمد بن محمد بن بقية وزير عز الدولة بختيار والمحرض له على عضد الدولة. انتهى به الأمر إلى أن اعتقل وسملت عيناه ثم قتل تحت أرجل الفيلة سنة ٣٦٧ (انظر صفحات متفرقة من تجارب الأمم وتاريخ ابن الأثير ووفيات الأعيان والوافي ١: ١٠٠) .
[٤] كان أبو محمد عبيد الله بن أحمد بن معروف البغدادي قاضي القضاة في زمانه، وكان من ألباء الرجال، ناهضا بالأحكام معتزليا، توفي سنة ٣٨١ (تاريخ بغداد ١٠: ٣٦٦ وعبر الذهبي ٣: ١٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>