للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واذكر إذا قمت يوم العرض منتفضا ... من التراب بلا قطن ولا كفن

وجيء بالنار قد مدوا السراط على ... حافاتها تتلظى فعل مضطغن

وتنشر الصحف فيها كلّ محتقب ... من المخازي وما قدمت من حسن

قد كنت تنسى وتلك الصحف محصية ... ما كنت تأتي ولم تظلم ولم تخن

احرز لسانك في استجلاب فائدة ... فالصامت البرّ خير من ذوي اللسن

هناك إن كنت قد قدّمت مدّخرا ... تسقى من الحوض ماء غير ذي أسن

عند الجزاء تعضّ الكفّ من ندم ... على تخطيك في سرّ وفي علن

بالبذل تعرف فابذل ما حويت تحز ... ذكرا جميلا فثق بالله واستعن

واستصف عمرك واحذر أن تكدّره ... تسلم بذلك من غبن ومن غبن

وإن أتى باسطا كفيه مختبطا ... لما وراءك من مال ومختزن

فجد فبالجود تعطى الحقّ في غرف ... فيها مقاعد صدق عند ذي المنن

لا تركننّ إلى الدنيا ففي جدث ... يكون دفنك بين الطين واللّبن

واستغن بالكفّ كالماضي وكن رجلا ... مبرءا من دواعي الغيّ والفتن

ودع مذاهب قوم أحدثت إثما ... فيها خلاف على الآثار والسنن

كل من جرابك واقنع بالذي قسم ... القسّام فالله ذو فضل وذو منن

لا تحسدنّ فما للحاسدين سوى ... عضّ الأنامل من غيظ ومن إحن

ومن شعرة قصيدة نظمها في زعيم الدين ابن جعفر صاحب المخزن، وكان قد ورد من مكة، يعتذر فيها عن تأخره عن قصده بطريق مرض عرض له في رجله:

لئن قعدت بي عن تلقّيك علّة ... غدوت بها حلسا لربعي من شهر

رمتني في رجلي بقيد تقاصرت ... خطاي له والقيد ما زال ذا قصر

إذا قلت قد أفرقت منها تجدّدت ... فأودى بها نهضي وهيض لها كسري

فما قعدت بي عن دعاء أفيضه ... ولا قصّرت بي عن ثناء وعن شكر

قدمت علينا مثل ما قدم الحيا ... على بلد ميت فقير إلى القطر

<<  <  ج: ص:  >  >>