للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منهم: يا سيدي ادعو لنا بشمل الجمع، فغضب وقال: ايش هؤلاء وكيف خلقهم الله؟ ثم حلف بمحلوفه وقال: لو قدرت على خلقة مثل هؤلاء أنفت من خلق مثلهم.

قال المؤلف: حدثني محمد بن حامد بن محمد بن جبريل بن محمد بن منعة بن مالك الموصلي الفقيه فخر الدين بمرو في سنة خمس عشرة وستمائة في ربيع الأول منها قال: لما ورد شميم الحلي إلى الموصل بلغني فضله فقصدته لأقتبس من علومه، فدخلت عليه فجرى أمري معه على ما هو معروف به من قلة الاحتفال بكلّ أحد، وجرت خطوب ومذاكرات إلى أن قال: ومن العجائب استحسان الناس قول عمرو بن كلثوم:

مشعشعة كأن الحصّ فيها ... إذا ما الماء خالطها خزينا

- كذا قال تهكما- «١» ، ألا قال كما قلت:

وسالت نطاف الراح في الراح فاعتدى ال ... سماح إلى راحاتنا فسخينا

ثم أخرج رقعة من تحت مصلّاه وقال لي ما معنى قولي «قلب شطر أعاديك حظّ من كفر أياديك» فقلت: أكتبها وأفسرها، فقال: اكتب، فكتبتها وقلت: نعم شطر «أعاديك» «ديك» وقلبه «كيد» أردت أن الكيد حظّ من كفر أياديك، فقال:

أحسنت، وكان ذلك سبب إقباله عليّ بعد ما تقدم من إهماله إياي.

وأنشدني أبو حامد المذكور قال: أنشدني أبو الحسن علي بن الحسن بن عنتر الحلي لنفسه:

أقيلي عثرة الشاكي أقيلي ... فسولي في سماع نثار سولي

وإن لم تأذني بفكاك أسري ... فدليني على صبر جميل

حدثني الآمدي الفقيه قال: بلغني أنه لما قدم الحلي إلى الموصل انثال إليه الناس يزورونه، وأراد نقيب الموصل- وهو ذو الجلالة المشهورة بحيث لا يخفى أمره على أحد- زيارته، فقيل له: إنه لا يعبأ بأحد ولا يقوم من مجلسه لزائر أبدا، فجاءه رجل وعرّفه ما يجب من احترام النقيب لحسبه ونسبه وعلوّ منزلته من الملوك فلم يردّ

<<  <  ج: ص:  >  >>