دنان كرهبان عليها برانس ... من الخزّ دكن يوم فصح تصفّف
ينظّم منها المزج سلكا كأنه ... إذا ما بدا في الكأس درّ منصّف
ومن مجون الناشىء أنه ناظر بعض المجبرة، فحرك الجبريّ يده فقال للناشىء: هذه من حركها؟ فقال الناشىء: من أمه زانية، فغضب الرجل، فقال له:
ناقضت إذا كان المحرك غيرك لم تغضب.
قال عبيد الله الفقير إليه: وهذا أيضا كفر وبهت لأن المحرك لها على اعتقاد الناشىء مناظره فقد أساء العشرة مع جليسه، وعلى مذهب صاحبه الخالق فقد كفر، فعلى كلّ حال هو مسيء.
وسمع يوما رجلا ينادي على لحم البقر: أين من حلف ألّا يغبن؟ فقال له:
أيش تريد منه؟ تريد أن تحنثه؟
ولقب رجلا من باب الطاق بالأبعد ولقب آخر بالآخر، وهاتان لفظتان جامعتان لكل سبّ وقذف، لأن الناس مغرون بإلحاق كلّ قبيح فظيع بهما على سبيل الكناية والاستراحة في الكلام إليهما.
قال الخالع وحدثني الناشىء قال: لما وفدت على سيف الدولة وقع فيّ أبو العباس النامي وقال: هذا يكتب التعاويذ، فقلت لسيف الدولة: يتأمّل الأمير خطّي، فإن كان يصلح أن يكتب بمثله على المساجد بالديخ فالقول كما قال، فأنشدته قصيدة أولها:
الدهر أيّامه ماض ومرتقب
وقلت فيها:
فارحل إلى حلب فالخير منحلب ... من نيل كفك إن لا حت لنا حلب
فقال: يا أبا الحسين هذا بيت جيد لكنه كثير اللبن.
وأنشدته قصيدة أخرى أقول فيها:
كأن مشيبي إذ يلوح عقارب ... وأقتل ما أبصرت بيض العقارب
كأن الثريا عوذة في تميمة ... وقد حليت واستودعت حرز كاعب