وقلت نفسي تفدي نفس مرسله ... من كلّ سوء ومن أملى ومن كتبا
وكاد قلبي وقد قلّبته قرما ... إلى قراءته أن يخرق الحجبا
قال: والشعر له وأنشدنيه بعد ذلك لنفسه. قال أبو علي: ولست أعرف له ذلك ولا وجدته في كتبه منسوبا إليه، ويجوز أن يكون مما قاله ولم يثبته أو ضاع فيما ضاع من شعره فإنه أكثر مما حفظ.
ومن شعر أبي القاسم علي بن محمد التنوخي الأكبر:
يجود فيستحيي الحيا عند جوده ... ويخرس صرف الدهر حين يقول
عطايا تباري الريح وهي عواصف ... ويخجل منها المزن وهو هطول
أقام له سوقا بضائعها الندى ... سماح لأرسل السماح رسيل
له نسب لو كان للشمس ضوؤه ... لما غالها بعد الطلوع أفول
وله:
يا واحد الناس لا مستثنيا أحدا ... إذ كان دون الورى بالمجد منفردا
أما ترى الروض قد لاقاك مبتسما ... ومدّ نحو الندامى للسلام يدا
فأخضر ناضر في أبيض يقق ... وأصفر فاقع في أحمر نضدا
مثل الرقيب بدا للعاشقين ضحى ... فاحمرّ ذا خجلا واصفرّ ذا كمدا
وله:
الق العدوّ بوجه لا قطوب به ... يكاد يقطر من ماء البشاشات
فأحزم الناس من يلقى أعاديه ... في جسم حقد وثوب من مودات
الصبر خير وخير القول أصدقه ... وكثرة المزح مفتاح العداوات
وله في الناعورة:
باتت تئنّ وما بها وجدي ... وأحنّ من وجد إلى نجد
فدموعها تحيا الرياض بها ... ودموع عيني أقرحت خدي