للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والصنعة لفلان، أخذته هذه عن فلان أو فلانة حتى يتصل النسب باسحاق أو غيره من أبناء جنسه، وكان أكثر ما يعجب به مولاها أبيات له أولها:

ضلّ الفراق ولا اهتدى ... ونأت فلا دنت النوى

وهوى فلا وجد القرا ... ر معنّف أهل الهوى

فاتفق أن سألت أول ما سمعت اللحن فيه عن قائله، فغضب واستشاط وتنكر واستوفز ونفر وتنمر وقال: تقول لمن هذا؟ أما يدلّ على قائله؟ أما يعرب عن جوهره؟

أما ترى أثر بني المنجم على صفحته؟ أما:

تحميه لألاؤه أو لوذعيته ... من أن يذال بمن أو ممن الرجل

وذكره المرزباني في المعجم فقال وهو القائل «١» :

وإني لأثني النفس عما يريبها ... وأنزل من دار الهوان بمعزل

بهمّة نبل لا يرام مكانها ... تحلّ من العلياء أشرف منزل

ولي منطق إن لجلج القول صائب ... بتكشيف إلباس وتطبيق مفصل

وله يمدح أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام «٢» :

وهل خصلة من سؤدد لم يكن لها ... أبو حسن من بينهم ناهضا قدما

فما فاتهم منها به سلّموا له ... وما شاركوه كان أوفرهم قسما

وفي كتاب أبي علي التنوخي «٣» : كان أبو أحمد الفضل بن عبد الرحمن بن جعفر الشيرازي الكاتب خصيصا بالوزير أبي علي ابن مقلة، وكان يعشق مغنية وكان ينفق عليها جميع ما يتحصل له، وله معها أخبار، وكانت هذه الجارية صفراء واسمها لهجة «٤» ، فشرب معها ليلة وأصبح مخمورا، فآثر الجلوس معها وأراد الاعتذار إلى الوزير ابن مقلة من التأخر عن الخدمة وأن يخفي خبره عنه، فكتب رقعة يعتذر فيها

<<  <  ج: ص:  >  >>