ولو استطعت حملت عنك ترابه ... فلطالما عنّي حملت نوائبي
وفي «كتاب النورين» للحصري: وقال علي بن المنجم (فلا أدري أهو هذا أم علي بن هارون بن علي بن يحيى بن المنجم) :
ومن طاعتي إياه أمطر ناظري ... إذا هو أبدى من ثناياه لي برقا
كأنّ جفوني تبصر الوصل هاربا ... فمن أجل ذا تجري لتدركه سبقا
ولعلي هذا ابن يكنى أبا عيسى واسمه أحمد كان أديبا وهو مذكور في بابه. وقال علي بن يحيى يرثي المأمون ويمدح المعتصم:
من ذا على الدهر يعديني فقد كثرت ... عندي جنايته يا معشر الناس
أنحى على الملك المأمون كلكله ... فصار رهنا لأحجار وأرماس
قد كاد ينهدّ ركن الدين حين ثوى ... ويترك الناس كالفوضى بلا راس
حتى تداركهم بالله معتصم ... خير الخلائف من أولاد عباس
ودخل أبو علي البصير على علي بن يحيى وقد أصيب ببعض أهله، وكان قد بعث إليه ببرّ قبل ذلك، فقال له: بلغني مصابك ووصل إليّ ثوابك فأحسن الله جزاءك وعزاءك.
قال المرزباني وهو القائل في نفسه «١» :
عليّ بن يحيى جامع لمحاسن ... من العلم مشغوف بكسب المحامد
فلو قيل هاتوا فيكم اليوم مثله ... لعزّ عليكم أن تجيئوا بواحد
وله»
:
سيعلم دهري إذ تنكّر أنني ... صبور على نكرائه غير جازع
وأني أسوس النفس في حال عسرها ... سياسة راض بالمعيشة قانع
كما كنت في حال اليسار أسوسها ... سياسة عفّ في الغنى متواضع
وأمنعها الورد الذي لا يليق بي ... وإن كنت ظمآنا بعيد الشرائع «٣»