للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وله «١» :

بأبي والله من طرقا ... كابتسام الصبح إذ خفقا

زادني شوقا برؤيته ... وحشا قلبي به حرقا

من لقلب هائم كلف ... كلما سكّنته قلقا

زارني طيف الحبيب فما ... زاد أن أغرى بي الأرقا

ولما مات علي بن يحيى قال علي بن سليمان أحد شعراء العسكر يرثيه «٢» :

قد زرت قبرك يا عليّ مسلما ... ولك الزيارة من أقلّ الواجب

ولو استطعت حملت عنك ترابه ... فلطالما عني حملت نوائبي «٣»

ودمي فلو أني علمت بأنه ... يروي ثراك سقاه صوب الصائب

لسفكته أسفا عليك وحسرة ... وجعلت ذاك مكان دمع ساكب

فلئن ذهبت بملء قبرك سؤددا ... لجميل ما أبقيت ليس بذاهب

وحدث أبو علي التنوخي في «نشواره» «٤» : حدثني أبو الحسن بن أبي بكر الأزرق قال حدثني أبي قال: كان بكركر من نواحي القفض ضيعة نفيسة لعلي بن يحيى بن المنجم وقصر جليل فيه خزانة كتب عظيمة يسميها خزانة الحكمة يقصدها الناس من كلّ بلد فيقيمون فيها ويتعلمون منها صنوف العلم، والكتب مبذولة في ذلك لهم، والصيانة مشتملة عليهم، والنفقة في ذلك من مال علي بن يحيى، فقدم أبو معشر المنجم من خراسان يريد الحج وهو إذ ذاك لا يحسن كبير شيء من النجوم، فوصفت له الخزانة فمضى ورآها فهاله أمرها، فأقام بها وأضرب عن الحج وتعلّم فيها علم النجوم وأغرق فيه حتى الحد، وكان ذلك آخر عهده بالحج وبالدين والاسلام أيضا.

وذكر جحظة في «أماليه» : حدثنا ابن حميد قال، قال المتوكل لعلي بن يحيى

<<  <  ج: ص:  >  >>