لي: هيه يا عليّ سكرت أمس، فقلت: يا سيدي من شرب سكر، ومن كان أمره إلى نفسه في نبيذه رفق، ومن كان أمره الى غيره خرق. قال: فعربدت على حسان وثلبته وما يستحقّ ذلك وإنه لطبّ بشرب الكأس مدّاح لشاربيها، أليس هو الذي يصف ربيعة بن مكدم فبلغ من ذلك أحسن ما يكون الفتى عليه بقوله «١» :
نفرت قلوصي من حجارة حرّة ... بنيت على طلق اليدين وهوب
لا تنفري يا ناق منه فانه ... شرّيب خمر مسعر بحروب
وهو أيضا من المعدودين في وصّاف الخمر وشربها، أليس هو القائل «٢» :
إذا ما الأشربات ذكرن يوما ... فهنّ لطيّب الراح الفداء
نولّيها الملامة إن ألمنا ... إذا ما كان مغث أو لحاء
ونشربها فتتركنا ملوكا ... وأسدا ما ينهنهنا اللقاء
ويلك أليس هو الذي يقول «٣» :
لا أخدش الخدش النديم ولا ... يخشى جليسي إذا انتشيت يدي
ومن يحسن ويلك يقول مثل قوله:
وممسك بصداع الرأس من سكر ... ناديته وهو مغلوب ففدّاني
لما صحا وتراخى العيش قلت له ... ان الحياة وإن الموت سيان
فاشرب من الخمر ما واتاك مشربه ... واعلم بأن كلّ عيش صالح فان
فقلت له: لو حضرك والله يا سيدي لأقرّ أنك أحفظ لعيون شعره منه، فالويل لجليسك بماذا يتنفّق عندك وروايتك هذه الرواية، فقال: ويحك يا عليّ بل الويل لجليسي إذا جالس من لا يعرف قدر ما يحسن.
قال أحمد بن أبي طاهر: اجتمعنا عند أبي الحسن عليّ بن يحيى أنا وأبو هفان عبد الله بن أحمد العبدي وأبو يوسف يعقوب بن يزيد التمار على نبيذ فقال أبو هفان: