أن سوف يترككم ما تطلبون به ... قتلى تهاداكم العقبان والرّخم
يا قومنا لا تشهوا القوم إذ خمدت ... ومسّكوا بحبال السلم واعتصموا
قد جرّت الحرب من قد كان قبلكم ... من القرون وقد بادت بها الأمم
فأنصفوا قومكم لا تهلكوا بذخا ... فربّ ذي بذخ زلّت به القدم
قال: فسري عن عيسى بعض ما كان فيه.
قال ابن مناذر يهجو ابن دأب «١» :
ومن يبغ الوصاة فإنّ عندي ... وصاة للكهول وللشباب
خذوا عن مالك وعن ابن عون ... ولا ترووا أحاديث ابن داب
ترى الغاوين يتبعون منها ... ملاهي من أحاديث كذاب
إذا طلبت منافعها اضمحلّت ... كما ينجاب رقراق السراب
وحدث عن عمر بن أبي عبيدة النميري عن خاله ابن أبي شميلة قال: كان خلف الأحمر ينسب ابن دأب إلى الكذب، قال: فغدوت يوما أنا وخلف على ابن دأب، فأخذ في حديث ذي الخلصة حتى انقضى، فلما انصرفنا قلت لخلف: يا أبا محرز أتراه كذب؟ قال: لا أدري، والله لا أعرف مما حدث به قليلا ولا كثيرا.
قال عمر: ولخلف الأحمر في أبي العيناء محمد بن عبيد الله «٢» :
لنا صاحب مولع بالمراء ... كثير الخطاء قليل الصواب «٣»
أشدّ لجاجا من الخنفساء ... وأزهى إذا ما مشى من غراب
وليس من العلم في فقرة ... إذا حصل العلم غير التراب
أحاديث ألفها شوكر ... وأخرى مؤلفة لابن داب
قال المرزباني: وقوم يروون في هذه الأبيات زيادة، وأبيات خلف هي هذه،