للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلست بباك على ظاعن ... ولا طلل محول مقفر

ولكن بكائي على ماجد ... أراد نوالا فلم يقدر

وأنشد فيه لنفسه:

مرضت فلم يعدني في شكاتي ... من الإخوان ذو كرم وخير

فإن مرضوا وللأيام حكم ... سينفذ في الكبير وفي الصغير

غدوت على المدامة والملاهي ... وإن ماتوا خريت [١] على القبور

وأنشد فيه لنفسه:

يا راقدا ونسيم الورد منتبه ... في رقّة القفص [٢] والأطيار تنتحب

الورد ضيف فلا تجهل كرامته ... وهاتها قهوة في الكاس تلتهب

سقيا له زائرا تحيا النفوس به ... يجود بالوصل حينا ثم يجتنب

تبا لحرّ رآه وهو ذو جدة ... لم يقض من حقّه بالشرب ما يجب

وقال جحظة:

ناديت عمرا وقد مالت بجانبه ... مدامة أخذت بالرأس والقدم

قد لاح في الدير نار الراهبين وقد ... ناداك بالصبح ناقوساهما فقم

فقام يعثر في أثواب نعسته ... لبزل صافية كالنجم في الظلم

فاستلّها وشدا والكأس في يده ... «سلّم على الربع من سلمى بذي سلم»

لو دام لي في الورى خلّ وعاتقة ... لما حفلت بذي قربى ولا رحم

ولا بكرت إلى جلف [٣] لنائله ... ولا التفتّ إلى شيء من النعم

حدث أبو علي المحسن بن علي بن محمد قال [٤] : كان الحسن بن مخلد أكرم الناس في بذل المال وأبخلهم بطعامه، فكان يحضر ندماؤه على مائدته فلا يستجرىء


[١] م: حزنت.
[٢] القفص: قرية بين بغداد وعكبرا كانت من مواطن النزهة واللهو.
[٣] م: حلو.
[٤] نشوار المحاضرة ٢: ١٩٠- ١٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>