ملامة
الوكعاء بين الورى ... أحسن من حرّ أتى ملأمه
فمه اذا استجديت عن قول لا ... فالحرّ لا يملأ منها فمه
نقلت من خط أبي سعد السمعاني، أنشدنا أبو القاسم عبد الله بن القاسم بن علي بن الحريري، أنشدني والدي لنفسه، وهو مما كاتب به شيخ الشيوخ أبا البركات إسماعيل بن أبي سعد:
سلام كأزهار الربيع نضارة ... وحسنا على شيخ الشيوخ الذي صفا
ولو لم يعقني الدهر عن قصد ربعه ... سعيت كما يسعى الملبي الى الصفا
ولكن عداني عنه دهر مكدّر ... ومن ذا الذي واتاه من دهره الصفا
ومن خطه: أنشدني أبو العباس أحمد بن بختيار بن علي الواسطي، أنشدنا القاسم بن علي الحريري لنفسه:
أخمد بحلمك ما يذكيه ذو سفه ... من نار غيظك واصفح إن جنى جاني
فالحلم أفضل ما ازدان اللبيب به ... والأخذ بالعفو أحلى ما جنى جاني
وكتب ابن الحريري الى سديد الدولة محمد بن عبد الكريم الأنباري كتابا على يد ولده قال فيه: كتب الخادم وعنده من تباريح الأشواق إلى الخدمة ما يصدع الأطواد، فكيف الفؤاد، ويوهي الجبال، فكيف البال، ولكنه يستدفع الخوف بسوف، ويبرد حر الأسى بعسى، وهو على جمعهم إذا يشاء قدير:
ألا ليت شعري والتمني خرافة ... وإن كان فيه راحة لأخي الكرب
أتدرون أني مذ تناءت دياركم ... وشطّ اقترابي من جنابكم الرحب
أكابد شوقا ما يزال أواره ... يقلّبني بالليل جنبا إلى جنب
وأسكب للبين المشتت مدمعا ... كأن عزاليها امترين من السحب
وأذكر أيام التلاقي فأنثني ... لتذكارها بادي الأسى ذاهب اللبّ
ولي حنّة في كلّ وقت إليكم ... ولا حنة الصادي إلى البارد العذب
فو الله إني لو كتمت هواكم ... لما كان مكتوما بشرق ولا غرب
ومما شجا قلبي المعنّى وشفّه ... رضاكم باهمال الاجابة عن كتبي