للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على أنني راض بما ترتضونه ... وأفخر بالإعتاب فيكم وبالعتب

ولما سرى الوفد العراقيّ نحوكم ... وأعوزني المسرى إليكم مع الركب

جعلت كتابي نائبا عن ضرورة ... ومن لم يجد ماء تيمم بالترب

وأنفذت أيضا بضعة من جوارحي ... تنبئكم مشروح حالي وتستنبي

وقلت له عند الوداع وقلبه ... شج وأبوه الشيخ مكتئب القلب

ألا ابشر بما تحظى به حين تجتلي ... محيا سديد الدولة الماجد الندب

ولست أرى إذكاركم بعد خبركم ... بمكرمة حسبي اهتزازكم حسبي

هذه على عاهتها بنت ساعتها، فإن حظيت منه بالقبول المأمول، فيا بشرى للحامل والمحمول، وإن لمحت لمحة المستثقل، فيا خيبة المرسل والمرسل، والسلام.

ومن رسائل ابن الحريري رسالة التزم في كلّ كلمة منها السين نظما، كتبها على لسان بعض أصدقائه يعاتب صديقا له أخلّ به في دعوة دعا غيره إليها، وكتب على رأسها «١» : باسم القدوس أستفتح، وباسعاده أستنجح، سجية سيدنا سيف السلطان سدة سيدنا الاسفهسلار السيد النفيس سيد الرؤساء حرست نفسه، واستنارت شمسه، وبسق غرسه، واتسق أنسه، استمالة الجليس، ومساهمة الأنيس، ومؤاساة السحيق والنسيب، ومساعدة الكسير والسليب، والسيادة تستدعي استدامة السنن، والاستحفاظ بالرسم الحسن، وسمعت بالأمس تدارس الألسن سلاسة خندريسه، وسلسال كؤوسه، ومحاسن مجلس مسرّته، وإحسان مسمعة ستارته، فاستسلفت الاستدعاء، وسوفت نفسي بالاحتساء «٢» ، ومؤانسة الجلساء، وجلست أستقري السبل الاسراء، وتوسمت أستطلع الرسل، وأستطرف تناسي رسمي، وأسامر الوسواس لاستحالة وسمي:

وسيف السلاطين مستأثر ... بأنس السّماع وحسو الكؤوس

<<  <  ج: ص:  >  >>