أن ترجّلت، ثم صار يشتري البزّ ويبعه عليّ، واستمرت خدمته لحرمته، وهو قاطن بالبصرة، ولعله يدخل فيرى ما بين يديك فيظنه خمرا، فيرجع إلى البصرة فيخبر قاضيها وشهودها بذلك فيقدح فيك، ومحله يوجب أن يكشف لك عذرك، ولكن أزح الدست الذي بين يديك حتى يصير بين يدي أبي عبد الله ابن المنجم (وكان أبو عبد الله بن إسحاق بن المنجم يجلس دوني بفسحة في المجلس) فإذا دخل رأى الدست بين يديه دونك، فلم يقدر على حكاية يطعن بها عليك، فقبّلت الأرض شكرا لهذا التطول في الإنعام، وباعدت الدست إلى أبي عبد الله، نم قال: أدخلوه، وشاهد المجلس وهنأ ودعا وأعطى دينارا ودرهما كبيرين فيهما عدة مناقيل وانصرف.
قال أبو على «١» . ويقرب من هذا ما عاملني به الوزير أبو محمد المهلبي، وذكر الحكاية التي سبق ذكرها آنفا مع قاضي القضاة أبى السائب، وحديث تقريبه منه ومسارّته إياه فى المحفل ليعظم بذلك قدره وتكبر منزلته في عين قاضي القضاة أبي السائب، ولله در القائل.
لولا ملاحظة الكبير صغيره ... ما كان يعرف في الأنام كبير
قال الرئيس أبو الحسن هلال «٢» وفي شهر ربيع الاول سخط عضد الدولة على القاضي أبي علي المحسّن بن على التنوخي وألزم منزله وصرف عما كان يتقلده، وقسم ذلك على أبي بكر ابن أبي موسى وأبي بكر ابن المحاملي «٣» وأبي محمد ابن عقبة وأبي تمام بن أبي حصين وأبي بكر ابن الأرزق «٤» وأبي محمد ابن الجهرمي، وكان السبب في ذلك ما حدثني به أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي قال، حدثني القاضى أبو على والدى قال: كنت بهمذان مع الملك عضد الدولة، فاتفق أن مضيت يوما إلى أبي بكر ابن شاهويه «٥» رسول القرامطة والمتوسط بين عضد الدوله وبينهم، وكان له صديقا، ومعي أبو علي الهائم، وجلسنا نتحدث، وقعد أبو علي [على]