للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البديع وأضافه الخوارزمي. وكان بعض الرؤساء مستوحشا من الخوارزمي، وهيأ مجمعا في دار الشيخ السيد أبي القاسم الوزير، وكان أبو القاسم فاضلا ملء إهابه، وحضر أبو الطيب سهل الصعلوكي والسيد أبو الحسين العالم، فاستمال البديع قلب السيد أبي الحسين بقصيدة قالها في مدائح أهل البيت أولها:

يا معشرا ضرب الزما ... ن على معرّسهم خيامه

ثم حضر المجلس القاضي أبو عمر البسطامي وأبو القاسم ابن حبيب والقاضي أبو الهيثم والشيخ أبو نصر ابن المرزبان، ومع الامام أبي الطيب الفقهاء والمتصوفة، وحضر أبو نصر [١] الماسرجسي مع أصحابه والشيخ أبو سعد [٢] الهمذاني، ودخل مع الخوارزمي جمع غفير من أصحابه، فقيل لهما أنشدا على منوال قول أبي الشيص [٣] :

أبقى الزمان به ندوب عضاض ... ورمى سواد قرونه ببياض

فابتدر الخوارزمي فقال:

يا قاضيا ما مثله من قاض ... أنا بالذي تقضي علينا راض

منها:

ولقد بليت بشاعر متهتك ... لا بل بليت بناب ذئب غاض

فقال البديع: ما معنى قولك ذئب غاض؟ فقال أبو بكر: ما قلته، فشهد عليه الحاضرون أنه قاله، فقال أبو بكر: الذئب الغاضي الذي يأكل الغضا، فقال البديع:

استنوق الذئب، صار الذئب جملا يأكل الغضا. ثم دخل الرئيس أبو جعفر والقاضي أبو بكر الحيري [٤] والشيخ أبو زكريا [٥] والشيخ أبو الرشيد المتكلم [٦] ، فقال الرئيس قولا على هذا النمط:


[١] الرسائل: أبو الحسن
[٢] الرسائل: أبو سعيد.
[٣] أشعار أبي الشيص: ٧١.
[٤] الرسائل: القاضي أبو بكر الحربي.
[٥] الرسائل: أبو زكريا الحيري.
[٦] الرسائل: مع عدة من الأراذل فيهم أبو رشيدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>