فكيف من صدّق بالرساله ... وقام للدين بكلّ آله
وأحرز الله يد العقبى له ... ذلكم الصديق لا محاله
...
إمام من أجمع في السقيفه ... قطعا عليه أنه الخليفه
ناهيك من آثاره الشريفه ... في ردّه كيد بني حنيفه
...
سل الجبال الشمّ والبحارا ... وسائل المنبر والمنارا
واستعلم الآفاق والأقطارا ... من أظهر الدين بها شعارا
...
ثم سل الفرس وبيت النار ... من الذي فلّ شبا الكفار
هل هذه البيض من الآثار ... إلا لثاني المصطفى في الغار
...
وسائل الاسلام من قوّاه ... وقال إذ لم تقل الأفواه
واستنجز الوعد فأومى الله ... من قام لما قعدوا إلا هو
...
ثاني النبيّ في سني الولاده ... ثانيه في الغارة بعد العاده
ثانيه في الدعوة والشهاده ... ثانيه في القبر بلا وساده
...
ثانيه في منزلة الزعامه ... نبوة أفضت إلى إمامه
أتأمل الجنة يا شتّامه ... ليست بمأواك ولا كرامه
...
ان امرءا أثنى عليه المصطفى ... ثمّت والاه الوصيّ المرتضى
واجتمعت على معاليه الورى ... واختاره خليفة ربّ العلى
...
واتبعته أمة الأمّيّ ... وبايعته راحة الوصيّ
وباسمه استسقى حيا الوسميّ ... ما ضرّه هجو الخوارزميّ
...
سبحان من لم يلقم الصخر فمه ... ولم يعده حجرا ما أحمله
يا نذل يا مأبون أفطرت فمه ... لشدّ ما اشتاقت إليك الحطمه
...