للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آدم، فقال أبو العيناء: مرحبا بك أطال الله بقاءك، كنت أظنّ أن هذا النسل قد انقطع.

وكتب «١» إلى بعض الرؤساء وقد وعده بشيء فلم ينجزه: ثقتي بك تمنعني من استبطائك، وعلمي بشغلك يدعوني إلى تذكيرك، ولست آمن- مع استحكام ثقتي بطولك، والمعرفة بعلو همتك- اخترام الأجل، فإن الآجال آفات الآمال، فسح الله في أجلك وبلغك منتهى أملك والسلام.

وغداه ابن مكرم «٢» يوما فقدم إليه عراقا فلما جسه قال: قدركم هذه طبخت بالشطرنج.

وقدم يوما «٣» إليه قدرا فوجدها كثيرة العظام فقال له: هذه قدر أم قبر؟

وأكل عنده «٤» يوما فسقي على المائدة ثلاث شربات باردة، ثم استسقى فسقي شربة حارة، فقال: لعل مزملتكم تعتريها حمّى الرّبع.

ودخل «٥» يوما على المتوكل فقدّم إليه طعام فغمس أبو العيناء لقمته في خلّ كان حاضرا وأكلها فتأذى بالحموضة، وفطن المتوكل له فجعل يضحك، فقال لا تلمني يا أمير المؤمنين فقد محت حلاوة الايمان من قلبي.

وأكل يوما عند بعض أصحابه طعاما وغسل يده عشر مرات فلم تنق فقال: كادت هذه القدر أن تكون نسبا وصهرا.

وقال له رجل «٦» من ولد سعيد بن سلم: إن أبي يبغضك، فقال يا بني لي أسوة بآل محمد صلى الله عليه وسلم.

واعترضه يوما «٧» أحمد بن سعيد فسلم عليه فقال له أبو العيناء: من أنت؟

قال: أنا أحمد بن سعيد، فقال: إني بك لعارف، ولكن عهدي بصوتك يرتفع إليّ

<<  <  ج: ص:  >  >>