وما كنت أعلم أني أعي ... ش بعد الأحبة «١» أني صبور
وفت أدمعي غير أن الكرى ... وقلبي وصبري كلّ غدور
إلى ناس باناس لي صبوة ... لها الوجد داع وذكري مثير
يزيد اشتياقي وينمو كما ... يزيد يزيد وثورا يثور
ومن بردى حرّ قلبي المشوق ... فها أنا من حرّه أستجير «٢»
وبالمرج مرجوّ عيشي الذي ... على ذكره العذب عيشي مرير
فقدتكم ففقدت الحياة ... ويوم اللقاء يكون النشور
تطاول لسؤلي عند القصير ... فعن نيله اليوم باعي قصير
وكن لي بريدا لباب البريد ... فأنت بأخبار شوقي خبير
ومنها:
ترى بالسلامة يوما يكون ... بباب السلامة مني عبور
وأن جوازي بباب الصغير ... لعمري لعمري «٣» حظّ كبير
وما جنة الخلد إلا دمشق ... وفي القلب شوقا إليها سعير
وجامعها الرحب والقبة ال ... منيفة والفلك المستدير
وفي قبّة النسر لي سادة ... بهم للمكارم أفق منير
وباب الفراديس فردوسها ... وسكانها أحسن الناس حور
والارزة فالسهم فالنيربان ... فجنات مزّتها فالكفور
كأن الجواسق مأهولة ... بروج تطلّع منها البدور
بنيربها يستنير الفؤاد ... ويربو بربوتها لي السرور «٤»