للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والضّحى بالياء؟ فقال: لضمة أوله، فقال له: ولم إذ ضمّ أوله وهو من ذوات الواو تكتبه بالياء؟ فقال: لأن الضمة تشبه الواو وما أوله واو يكون آخره ياء فتوهموا أن أوله واو، فقال المبرد: أفلا يزول هذا التوهم إلى يوم القيامة.

ولبعضهم في مدح المبرد:

وإذا يقال من الفتى كلّ الفتى ... والشيخ والكهل الكريم العنصر

والمستضاء بعلمه وبرأيه ... وبعقله قلت ابن عبد الأكبر

ولآخر في مدحه أيضا:

وأنت الذي لا يبلغ المدح وصفه ... وإن أطنب المدّاح مع كلّ مطنب

رأيتك والفتح بن خاقان راكبا ... فأنت عديل الفتح في كلّ موكب

وكان أمير المؤمنين إذا رنا ... إليك يطيل الفكر بعد التعجب

وأوتيت علما لا يحيط بكنهه ... علوم بني الدنيا ولا علم ثعلب

يروح إليك الناس حتى كأنهم ... ببابك في أعلى منى والمحصّب

مات أبو العباس المبرد في شوال وقيل في ذي القعدة سنة خمس وثمانين ومائتين في خلافة المعتضد، وصلى عليه أبو محمد يوسف بن يعقوب القاضي، ودفن في دار في مقابر باب الكوفة. ولما مات قال فيه ثعلب هذه الأبيات، وقيل هي لأبي بكر ابن العلاف:

ذهب المبرد وانقضت أيامه ... وليذهبن إثر المبرد ثعلب

بيت من الآداب أضحى نصفه ... خربا وباقي النصف منه سيخرب

فابكوا لما سلب الزمان ووطّنوا ... للدهر أنفسكم على ما يسلب

وتزودوا من ثعلب فبكاس ما ... شرب المبرد عن قريب يشرب

أوصيكم أن تكتبوا أنفاسه ... إن كانت الأنفاس مما يكتب

ومن شعر المبرد وقد بلغه أنّ ثعلبا نال منه:

ربّ من يعنيه حالي ... وهو لا يجري ببالي

قلبه ملآن مني ... وفؤادي منه خالي

<<  <  ج: ص:  >  >>