به، عنه أخذ ما دوّنه في ترجمة أخيه مجد الدين أبي السعادات، ولا بد أنه كان موضع ثقته حتى عهد إليه لدى وفاته بأن يوصل كتبه وأوراقه إلى حيث وقفها، ولعل إقامته بحلب قد وثقت الصلة بينهما «١» .
ومن أصدقائه أيضا أبو محمد عبد العزيز بن الحسين بن هلالة الأندلسي الطبيري، رحل إلى خراسان، وسمع من مشايخ ياقوت وغيرهم (توفي بالبصرة سنة ٦١٧)«٢» .
أما شيوخه فكانوا أيضا كثيرين، وأنا أذكر في ما يلي أسماء أشهرهم:
١- سالم بن أحمد بن سالم أبو المرجّى الأديب النحوي العروضي، أول شيخ قرأ عليه ياقوت، وكان تاجرا ذا ثراء عريض مبجلا، درس عليه العربية والعروض ببغداد «٣» .
٢- الوجيه الكبير المبارك بن المبارك الضرير، قال ياقوت: هو شيخي الذي به تخرجت وعليه قرأت، تولى تدريس النحو بالنظامية سنين، كان قليل الحظ من التلامذة، يتخرجون عليه ولا ينسبون إليه، ولم يكن فيه عيب إلا أن فيه لينا، وكان إذا جلس للدرس يقطع أكثر وقته بالأخبار والحكايات وإنشاد الأشعار حتى يسأم الطالب وينصرف عنه وهو ضجر، وكان طويل البال لا يغضب، ولم ير حردان أبدا، وكان بعض الناس يراهن على إغضابه فيخسر، وكان يحسن سبع لغات عدا العربية (منها الأرمنية والرومية والحبشية والهندية)«٤» ، وقد تلمذ له ابن النجار، وهو يصفه بمثل ما ذكر ياقوت ويقول:«وهو أول من فتح فمي بالعلم ... فكنت أقرأ عليه القرآن والفقه والنحو»«٥»(توفي سنة ٦١٢) .
٣- أبو البقاء العكبري عبد الله بن الحسين: كان ضليعا في النحو واللغة والفقه والفرائض والكلام، وكان رقيق القلب سريع الدمع، رآه ياقوت مرارا ينشد من