للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمسلمون بمنظر وبمشهد ... لا جازع فيهم ولا متفجع

كحلت بمنظرك العيون عماية ... وأصمّ رزؤك كلّ أذن تسمع

أيقظت أجفانا وكنت لها كرى ... وأنمت عينا لم تكن بك تهجع

ما روضة إلا تمنّت أنها ... لك تربة ولخطّ قبرك مضجع

قال: ولم يسمّ لنا قائلا.

وقال أبو منصور الثعالبي في « [تتمة] يتيمة الدهر» [١] وكان حدثني أبو الحسن الدّلفي المصّيصي الشاعر، وهو من لقيته قديما وحديثا في مدة ثلاثين سنة، قال:

لقيت بمعرة النعمان عجبا من العجب، رأيت شاعرا ظريفا يلعب بالشطرنج والنرد ويدخل في كلّ فنّ من الجد والهزل، يكنى أبا العلاء، وسمعته يقول: أنا أحمد الله على العمى كما يحمده غيري على البصر، قال: وحضرته يوما وهو يملي في جواب كتاب ورد عليه من بعض الرؤساء:

وافى الكتاب فأوجب الشكرا ... فضممته ولثمته عشرا

وفضضته وقرأته فاذا ... أجلى كتاب في الورى يقرا

فمحاه دمعي من تحدّره ... شوقا إليك فلم يدع سطرا

قال: وأنشدني لنفسه [٢] :

لست أدري ولا المنجم يدري ... ما يريد القضاء بالانسان

غير أني أقول قول محقّ ... قد يرى الغيب فيه مثل العيان

إن من كان محسنا قابلته ... بجميل عواقب الإحسان

حدث أبو سعد السمعاني في «كتاب النسب» [٣] وقد ذكر المعري، فقال بعد وصفه: وذكر تلميذه أبو زكريا التبريزي أنه كان قاعدا في مسجده بمعرة النعمان بين


[١] تتمة اليتيمة ١: ٩ (وتعريف القدماء: ٣) .
[٢] هذه الأبيات لأبي القاسم المحسن بن عمرو المحلي في تتمة اليتيمة.
[٣] الأنساب (دمج) ١١: ٣٩٩ ولم يذكر القصة في هذه المادة وانما ذكرها في مادة (التنوخي) (الأنساب- حيدر آباد ٣: ٩٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>