للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المخاطبة من كلام ابن عباد افتعلها عن ابن العميد إلى نفسه تشبّعا «١» بها ونفاقا بذكرها.

قال «٢» : وكان ابن عباد ورد الريّ سنة ثمان وخمسين مع مؤيد الدولة وحضر مجلس ابن العميد وجرى بينه وبين مسكويه كلام ووقع تجاذب، فقال مسكويه:

فدعني حتى أتكلم، ليس هذا نصفة، إذا أردت أن لا أتكلم فدع على فمي مخدة، فقال الصاحب: بل أدع فمك على المخدة، وطارت النادرة ولصقت وشاعت بين الناس وبقيت. قال «٣» : ودخل الناس في مذهب ابن عباد وقالوا بقوله رغبة فيما لديه، واجتهد بالحسين «٤» المتكلّم الكلّابي «٥» أن ينتقل إلى مذهبه، فقال الحسين: دعني أيها الصاحب أكون مستحدّا «٦» لك فما بقي غيري فإن دخلت في المذهب لم يبق بين يديك من تنثو عليه قبيحه وتبدي «٧» للناس عواره، فضحك وقال: قد أعفيناك يا أبا عبد الله، وبعد فما نبخل عليك بنار جهنم، اصل بها كيف شئت. قال لنا الحسين بعد ذلك: أتراني أصلى بنار جهنم، وعقيدتي وسريرتي معروفتان، ويتبوأ هو الجنة مع قتل النفس المحرمة وركوب المحظورات العظيمة؟! إن ظنّه بنفسه لعجب، لحا الله الوقاح.

وقال يوما «٨» ما صدر قول الشاعر «٩» ؟

والمورد العذب كثير الزحام

فسكتت الجماعة فقال ابن الرازي «١٠» :

<<  <  ج: ص:  >  >>