للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سنة مع الحاجّ على مقاديرهم ومنازلهم، وكان يحمل إلى أبي إسحاق إبراهيم بن هلال جدي خمسمائة دينار وإليّ ألفي درهم جبلية مع جعفر بن شعيب، فأذكر وقد راسله بعد وفاة عضد الدولة بالاستدعاء إلى حضرته بالري، وبذل له النفقة الواسعة والمعونة الشاسعة عند شخوصه والإرغاب والاكثار عند حضوره، فكانت عقلة بالذيل الطويل والظهر الثقيل تمنعه من ترك موضعه ومفارقة موطنه، فمما كتبه إليه بالاعتذار عن التأخر:

نكصت على أعقابهنّ مطالبي ... وتقاعست عن شأوهنّ مآربي

وتبلّدت مني القريحة بعد ما ... كانت نفاذا كالشهاب الثاقب

وبكيت شرخ شبيبتي فدفنتها ... دفن الأعزّة في العذار الشائب

ومنها:

فلو ان لي ذاك الجناح لطار بي ... حتى أقبّل ظهر كفّ الصاحب

وأعيش في سقيا سحائبه التي ... ضمنت سعادة كلّ جد خائب

وأراجع العادات حول قبابه ... حتى السواد من الشباب الذاهب

وأعدّ من جلساء حضرته التي ... شحنت بكلّ مسائل ومحارب

فيقول من ذا سائل عني له ... مستثبت فيقول: هذا كاتبي

أترى أروم بهمتي ما فوق ذا ... أنّى وخدمته أجلّ مراتبي

ومنها يعتذر:

كثرت عوائقي التي تعتاقني ... من غيث راحته الملثّ الساكب

ولد لهم ولد وبطن ثالث ... هو رابعي وعشيرتي وأقاربي

والسنّ تسع بعدها خمسون قد ... شامت بوارق يومها المتقارب

فالجسم يضعف عن تجشّم راجل ... والحال يقصر عن ترفّه راكب

وعليّ للسلطان طاعة مالك ... كانت على المملوك ضربة لازب

وتعطلي مع شهوتي كتصرفي ... كلّ سواء في حساب الحاسب

<<  <  ج: ص:  >  >>