حتى أناخ بمغناك الكريم وقد ... كلّت ركائبه في الخبت والسّند «١»
كذاك أثرى وما أوعت أنامله ... لكن وعى قلبه ما شاء من مدد
وما أناخ بمغنى غيركم أحد ... إلا ونودي ما بالربع من أحد
وقد قصدتك من أقصى المغارب لا ... أبغي سواك لوحي الواحد الصمد
وما امتطيت سوى رجليّ راحلة ... وقد غنيت عن العيرانة الأجد
وهذه رحلة بكر كشفت لها ... عن ساق ذي عزمات غير متئد
عناية لم تكن قبلي لذي طلب ... وحظوة لكم في غابر الأبد
هل كان قبلك حبر أمّه رجل ... وسار مدة حول سير مجتهد
أبا العلاء العلاء الكلّ إنك في ... أقصى العراق مقيم منه في بلد
وقد فشا لك ذكر في البلاد كما ... فاحت أزاهر روض للغمام ندي
قال: وسمعت الشيخ، رحمه الله، يقول يوما لمن حضره: إن خلّف أبو العلاء دينارا أو درهما بعد موته فلا تصلّوا عليه. وكان، رحمه الله، لا يبقي على الذهب والفضة، وكلّ ما آتاه الله منها يصرفه في اليوم، وينفقه في قضاء الديون ومراعاة الناس، فمات ولم يخلّف دينارا ولا درهما، حتى بيعت داره وقضي منه دينه.
قال: وكان، رحمه الله، شديد التمسك بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فكان لا يسمع باطلا أو يرى منكرا إلّا غضب لله ولم يصبر على ذلك ولم يداهن؛ قال: سمعت أبا رشيد راشد بن إسماعيل المعدّل يقول: كنت عند الشيخ يوما، فدخل عليه أبو الحسين العبادي الواعظ زائرا، وجلس عنده زمانا، وجعل يكلم الشيخ إلى أن جرى في كلامه: وعزمت غير مرة على الاتيان إلى الخدمة لكني منعني كون الكوكب الفلانيّ في البرج الفلاني، فزبره «٢» الشيخ وقال: السنّة أولى أن تتّبع، فقام العباديّ خجلا وخرج.
وكان من ورعه في رواية الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أنه ما كان يترجم الحديث للعامة