للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[إبراهيم: ٣١] , وجمعوا خلّة بمعنى الحبيبة على خلائل (أكرم بها خلة) وفي الحديث: "فيبعث بها في خلائل خديجة". (١)

ومنها التفرقةُ بالحركات والسكنات، مثل القُرح بالضم للجراح وبالفتح للمصائب المعنوية كالهزيمة والخسارة. قال امرؤ القيس: "وبدلت قَرْحًا داميًا بعد نعمة". (٢) وقال تعالى: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ} [آل عمران: ١٤٠] , أراد به الانهزام يوم أحد. وقال الحريري في المقامة الثانية والثلاثين: "اختار بعضُ أهل اللغة تسكينَ الخاء من الفَخْذ الذي بمعنى العشيرة، ليحصل الفرقُ بينه وبين الفَخِذ الذي هو العضو". (٣)

ومنها التفرقةُ بقطع الهمزة ووصلها، ذكر ابن جنّي في مقدمة شرح أعلام الحماسة أن العَلَم المنقول من فعل الأمر كتسمية فلاة بـ "أُصمُت"، فإن أصله أمر من الصمت" بهمزة وصل، ولكنهم قطعوا الهمزة للدلالة على أنه نقل إلى العلمية. وكذا تسمية مكان أطرِقَا، فهو فعلُ أمرٍ للمثَنَّى، سُمِّيَ به المكانُ، وقطعوا همزته (٤).


(١) عن عائشة رضي الله عنها قالت: "ما غرت على امرأة للنبي - صلى الله عليه وسلم - ما غرت على خديجة، هلكت قبل أن يتزوجني، لِما كنت أسمعه يذكرها، وأمره الله أن يبشرها ببيت من قصب، وإن كان لَيَذْبح الشاةَ فيهدي في خلائلها منها ما يسعهن". صحيح البخاري، "كتاب مناقب الأنصار"، الحديث ٣٨١٦، ص ٦٤٠؛ صحيح مسلم، "كتاب فضائل الصحابة - رضي الله عنهم -"، الحديث ٢٤٣٥، ص ٩٤٩.
واللفظ للبخاري.
(٢) هذا صدر البيت قبل الأخير من قصيدة من أربعة عشر بيتًا من البحر الطويل، قالها الشاعر عندما أصيب بالقروح، وتمامه:
وَبُدِّلْتُ قَرْحًا دَامِيًا بَعْدَ صِحَّةٍ ... فَيَا لَكِ مِنْ نُعْمَى تحَوَّلْنَ أَبْؤُسَا
ديوان امرئ القيس، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم (القاهرة: دار المعارف، ط ٥، ١٩٩٠)، ص ١٠٧.
(٣) الحريري، أبو محمد القاسم بن علي بن محمد بن عثمان: مقامات الحريري المسمى بالمقامات الأدبية (بيروت: دار الكتب العلمية، بدون تاريخ)، ص ٣٣٥. وقد أورد المصنفُ كلامَ الحريري بتصرف يسير.
(٤) ابن جني، أبو الفتح عثمان: المبهج في شرح أسماء شعراء الحماسة، تحقيق حسن هنداوي (دمشق: دار القلم/ بيروت: دار المنارة، ط ١، ١٤٠٧/ ١٩٨٧)، ص ١٢ - ١٣. وقد ساق المصنف كلامَ ابن جني بتصرف يسير.

<<  <  ج: ص:  >  >>