للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقَلَيْته أقْلَاه في المضارع، وسَلَوته أسلوه وسَلَيْته أَسْلاه (١). وكما قالوا: جَدَث وجَدَف، وثُوم وفُوم، وقمّة الجبل وقُنّة الجبل، وتابوت وثَابوت (٢).

قال المبرد في الكامل: "وبنو سعد بن زيد مناة من تميم يبدلون الحاء هاء، ولذلك قال النعمان بن المنذر لحَجْل بن نضلة: "أردت أن تَذِيمه فمدهته (يعني معاوية بن شكل) ". (٣) وقال رؤبة بن العجاج (٤): "لله دَرُّ الغانياتِ المدَّهِ"، أراد


(١) صفحة ٣٧٨ من الخصائص لابن جني. - المصنف. ابن جني: الخصائص، ج ١، ص ٣٧٣.
(٢) انظر كلام أبي علي القالي في الأمالي في الحروف التي يبدل بعضها من بعض. الجزء ٢ من أمالي أبي علي القالي - المصنف.
هذا وقد جاء هذا الكلام الذي أحال فيه المصنف على أبي علي القالي - ما عدا ذكر المصدر - في المتن ورأينا وضعه في الحاشية أولَى، وهو يشير إلى قوله: "اللغويون يذهبون إلى أن جميع ما أمليناه إبدال، وليس هو كذلك عند علماء أهل النحو؛ وإنما حروف الإبدال عندهم اثنا عشر حرفًا: تسعة من حروف الزوائد، وثلاثة من غيرها. فأما حروف الزوائد فيجمعها قولنا: اليوم تنساه، وهذا عمله أبو عثمان المازني. وأما حروف البدل فيجمعها قولنا: طال يوم أنجدته، وهذا أنا عملته. فالطاء تُبدل من التاء في افتعل إذا كانت بعد الضاد، نحو قولك: اضطهد. . ."، ثم ساق أمثلة على بقية الحروف. القالي، أبو علي إسماعيل بن القاسم بن عيذون: كتاب الأمالي، ومعه كتابا ذيل الأمالي والنوادر له وكتاب التنبيه على أبي علي في أماليه لأبي عبيد الله البكري الأندلسي، نشرة بعناية صلاح بن فتحي هلل وسيد بن عباس الجليمي (صيدا/ بيروت: المكتبة العصرية، ١٤٢٧/ ٢٠٠٦)، ص ٤٣٥.
(٣) أورد المصنف كلام المبرد بتصرف يسير، وسياقه أن المبرد قال بعد أن ساق بيتي أبي نواس:
مَا حطَّكَ الوَاشُونَ مِنْ رُتْبَةٍ ... عِنْدِي وَلَا ضَرَّكَ مُغْتَابُ
كَأنَّما أثنَوْا وَلَمْ يَعْلَمُوا ... عَلَيْكَ عِنْدِي بِالَّذِي عَابُوا
"وهذا المعنى عندي مأخوذٌ من قول النعمان بن المنذر لِحَجْل بن نضْلة، وقد ذكر معاويةَ بن شَكَلٍ، فقال: أبَيْتَ اللعن! إنه لقَعْوُ الأليتين، مقبَلُ النعلين، فحِجُ الفخذين، مشاءٌ بأقراءٍ، تباعُ إماءٍ، قتال ظباء. فقال النعمان: أردتَ أن تذيمه فمدهته". ثُم قال: "وقوله: فمدهته، يريد مدحته، فأبدل من الحاء هاءً، لقُرب المخرج. وبنو سعد بن زيد مناة بن تميم كذلك تقول، ولَخمٌ ومَنْ قاربها". ومعنى تذيمه: تعيبه، من الذام وهو العيب. الكامل في اللغة والأدب، ج ٢، ص ١١٣ - ١١٤.
(٤) هو أبو محمد رؤبة بن العجاج - والعجاج لقب، واسمه أبو الشعثاء عبد الله - بن رؤبة البصري، التميمي، كان هو وأبوه رازجين مشهورين. "سمع أباه العجاج والنسابة البكري. روى عنه =

<<  <  ج: ص:  >  >>