للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعدي بلاءً وتشريدًا، حتى يأتِيَ قومٌ من قبل المشرق معهم راياتٌ سود، فيسألون الخير فلا يعطونه، فيقاتلون وينصرون" إلخ. (١)

انظر إلى كلمة "تشريد" المنطبقة على المستعصين من بني هاشم بخراسان، وإلى كلمة "من المشرق"؛ فإن بلادَ فارس شرق بلاد العرب، وإلى "الرايات السود"، فإنها شعارُ أصحاب الدعوة الهاشمية المتمحضة بعد في العباسية.

وقريبٌ من هذا جميعُ الآثارِ المروية في أن المهدي من أبناء العباس، وأن الحقَّ معه، ومع أصحاب الرايات السود، ومع الخارجين من المشرق أو من بلادٍ مصرَّحٍ بأسمائها من بلدان فارس. فقد كان محمد بن عبد الله بن الحسن المثنى (٢) بالمدينة يتطلع إلى الخلافة، ويُزعم أن أبا جعفر المنصور بايعه بها في مكة في آخر مدة مروان


(١) ولفظ الحديث بتمامه: "إنا أهلُ بيتٍ اختار الله لنا الآخرةَ على الدنيا، وإن أهل بيتي سيلقون من بعدي بلاءً وتشريدًا وتطريدًا، حتى يأتِيَ قومٌ من قبل المشرق معهم راياتٌ سود، فيسألون الحقَّ فلا يُعطَوْنه، فيقاتلون فينصرون فيعطَوْن ما سألوا، فلا يقبلونه حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي، يواطئ اسْمُه اسْمِي واسمُ أبيه اسمَ أبي، فيملك الأرضَ فيملؤها قسطًا وعدلًا كما ملؤوها جورًا وظلمًا. فمن أدرك ذلك منكم أو من أعقابكم فلْيَأْتِهِمْ ولو حبوًا على الثلج؛ فإنها راياتُ هدى". البرهان فوري، علاء الدين المتقي بن حسام الدين الهندي: كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال، نشرة بعناية بكري حيَّاني وصفوة السقا (بيروت: مؤسسة الرسالة، ط ٥، ١٤٠٥/ ١٩٨٥)، "كتاب القيامة من قسم الأقوال"، الحديث ٣٨٦٧٧، ج ١٤، ص ٢٦٧ - ٢٦٨.
استدراك: وأخرج الحديث ابن ماجه (٤٠٨٢)، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: حديث منكر ويشبه أن يكون موضوعًا. انظر تمام تخريجه وتنقيده "السنن" لابن ماجه: ٥/ ٢٠٩ - ٢١٠، طبعة الرسالة العالمية - الناشر.
(٢) هو عبد الله الكامل (٦٨/ ٦٨٧ - ١٤٣/ ٧٦٢) بن الحسن المثنى، تابعي من آل البيت، ومن رواة الحديث، وهو حفيد السبطين الحسن والحسين من الأب والأم. ويروى أنه كان يقول في ذلك ما معناه: ولدني رسول الله مرتين، فأبوه هو الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأمه هي فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء بنت الرسول - عليه السلام -، فهو شريف من الأب والأم.

<<  <  ج: ص:  >  >>