للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكن وقع في كتاب الأقضية من الموطأ عن يحيى المازني أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا ضرر ولا ضرار"، هكذا رواه المازِنِيُّ مرسَلًا (١)، وإن كان قد أُسْنِدَ بهذا اللفظ عن أبي سعيد الخدري وعبادة بن الصامت وعائشة وابن عباس في غير الموطأ من سنن ابن ماجه ومسند أحمد ونحوهما من الكتب التي تُخرِّج الصحيحَ ودونه بأسانيد مختلفة (٢).

فلْنَنْقُلِ الكلامَ إلى الاحتجاج بالحديث في العربية، وهي قضية مختلفة (٣) مهما سكت عنها المتقدمون. وقد منع الاحتجاجَ به ابنُ الضايع الإشبيلي (٤)، وقال أبو


= {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} ". صحيح البخاري، "كتاب التفسير"، الحديث ٤٥٩٣، ص ٧٨٥؛ صحيح مسلم، "كتاب الإمارة"، الحديث ١٨٩٨، ص ٧٥٧. واللفظ للبخاري.
(١) مالك بن أنس: الموطأ برواياته الثمانية، تحقيق أبي أسامة سليم بن عيد الهلالي السلفي (دبي: مجموعة الفرقان التجارية، ١٤٢٤/ ٢٠٠٣)، "كتاب الأقضية"، الحديث ١٥٦٠، ج ٣، ص ٥٧٣.
(٢) أخرجه بهذا اللفظ فقط ابن ماجه. ابن ماجه، أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه الربعي القزويني: سنن ابن ماجه، نشرة بعناية صالح بن عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ (الرياض: دار السلام، ١٤٢٠/ ١٩٩٩)، "أبواب الأحكام"، الحديثان ٢٣٤٠ - ٢٣٤١، ص ٣٣٥. وأخرجه أحمد عن ابن عباس بلفظ: "لا ضرر ولا ضرار، وللرجل أن يجعل خشبَه في حائط جاره، والطريق الميتاء سبعة أذرع". ابن حنبل، أحمد: مسند الإمام أحمد بن حنبل، تحقيق جماعة من الباحثين بإشراف شعيب الأرنؤوط (بيروت: مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى، ١٤١٦/ ١٩٩٥)، "مسند عبد الله بن عباس"، الحديث ٢٨٦٥، ج ٥، ص ٥٥. وأورده الحاكم عن عمرو بن يحيى المازني عن أبيه عن أبي سعيد الخدري بلفظ: "لا ضرر ولا ضرار، من ضارَّ ضارَّه الله، ومن شاقَّ شاقَّ الله عليه"، وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم، ولم يخرجاه". الحاكم النيسابوري: المستدرك على الصحيحين، "كتاب البيوع"، الحديث ٢٤٠٠، ج ٢، ص ٧٤. وانظر تخريجه مفصلًا في المصدر المذكور في الحاشية السابقة، ص ٥٧٢ - ٥٧٣.
(٣) كذا في المطبوع، وقد يكون هناك سقط، فلعل الكلام يكون أقوم لو قيل: "وهي قضية مختلف فيها"، والله أعلم.
(٤) هو أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن يوسف، الكناني، الإشبيلي، النحوي، المعروف بابن الضايع، توُفِّيَ سنة ٦٨٠ هـ. من أصحاب أبي علي الشلوبين، وأستاذ أبي حيان الأندلسي. من تصانيفه الرد على الإيضاح لأبي علي الفارسي، وشرح الجمل الكبير للزجاجي في النحو، وشرح كتاب سيبويه. قال ابن الضايع كما نقل عنه السيوطي: "تجويز الرواية بالمعنى هو السبب عندي في ترك الأئمة - كسيبويه وغيره - الاستشهادَ على إثبات اللغة بالحديث، واعتمدوا في ذلك على =

<<  <  ج: ص:  >  >>