(٢) قال سيبويه في باب التضعيف في بنات الياء: "وقال ناسٌ كثير من العرب قد حيي الرجل وحييت المرأة فبين، ولم يجعلوها بمنزلة المضاعف من غير الياء. وأخبرنا بهذه اللغة يونس. وسمعنا بعض العرب يقول: أعيياء وأحييةٌ فيبين، وأحسن ذلك أن تخفيها وتكون بمنزلتها متحركة. وإذا قلت يحيى أو معي ثم أدركه النصب فقلت: رأيت معييًا ويريد أن يحييه لم تدغم؛ لأن الحركة غير لازمة ولكنك تخفي وتجعلها بمنزلة المتحركة، فهو أحسن وأكثر. وإن شئت بينت كما بينت حيي. والدليل على أن هذا لا يدغم قوله عز وجل: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى (٤٠)} [القيامة: ٤٠]. ومثل ذلك معيية؛ لأنك قد تخرج الهاء فتذهب الحركة، وليست بلازمة لهذا الحرف. وكذلك محييان ومعييان وحييان، إلا أنك إن شئت أخفيت. والتبيين فيه أحسن مما في يائه كسرة؛ لأن الكسرة من الياء فكأنهن ثلاث ياءات. فأما تحيةٌ فبمنزلة أحيية، وهي تفعلة. والمضاعف من الياء قليل؛ لأن الياء قد ثُثَقَّل وحدها لامًا، فإذا كان قبلها ياءٌ كان أثقل لها". الكتاب، ج ٤، ص ٥٤٠ - ٥٤١. وانظر كذلك ص ١٨٣ - ١٨٥ و ٤٩١ - ٤٩٥. (٣) عبَّرتُ بالأحداث لتجرىَ العبارةُ على ما يناسب رأيَ نحاة البصرة من أن المصدر أصلُ الاشتقاق، وما يناسب رأيَ نحاة الكوفة من أن الفعل هو أصلُ الاشتقاق، وكلٌّ من المصدر والفعل فيه معنى الحدث. - المصنف.