(١) البيت من قصيدة طويلة قالها يمدح الخليفة المعتصم. ديوان أبي تمام، ص ٢٤٧. والمفرق هو وسط الرأس، والقذال مؤخره. (٢) وقد سماها ابنُ رشد في بعض نسخ التلخيص "جودة التقسيم". تلخيص الخطابة، تحقيق عبد الرحمن بدوي (القاهرة: مكتبة نهضة مصر، ١٩٦٠)، ص ٢٥٠. وصحةُ التقسيم أحدُ المفاهيم الرئيسة في نظرية الخطابة عند اليونانيين، وقد اهتم علماءُ البلاغة العربية بهذا الموضوع في مؤلفاتهم، وربما أخذ المصنفُ هذا التعريفَ مما ذكره الجاحظ حيث قال: "وقيل لليوناني: ما البلاغة؟ قال: تصحيح الأقسام، واختيار الكلام". البيان والتبيين، ج ١/ ١، ص ٦٨. وقال ابنُ أبي الحديد: "وصحةُ التقسيم بابٌ من أبوابِ علم البيان، ومنه قوله سبحانه: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (٣٢)} [فاطر: ٣٢]، وهذه قسمة صحيحة؛ لأن المكلَّفين إما كافرٌ، أو مؤمن، أو ذو المنزلةِ بين المنزلتين. هكذا قسَّم أصحابُنا [أي المعتزلة] الآيةَ على مذهبهم في الوعيد. وغيرُهم يقول: العباد إما عاصٍ ظالِمٌ لنفسه، أو مطيعٌ مبادرٌ إلى الخير، أو مقتصد بينهما. . . ووقف سائلٌ على مجلسِ الحسن البصري فقال: رحم الله عبدًا أعطى من سَعَة، أو واسَى من كفاف، أو آثر من قلة. فقال الحسن: لم تترك لأحد عذرَا". ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم (بيروت: دار الجيل، ط ٢، ١٤١٦/ ١٩٩٦)، ج ٤/ ٧، ص ١٨٤.