تَذّكَّرَ أُنْسًا مِنْ بُثَيْنَةَ ذَا الْقَلْبُ ... وَبَثْنَةُ ذِكْرَاهَا يِذِي شَجَنٍ نَصْبُ ديوان جميل بثينة، تقديم بطرس البستاني (بيروت: دار بيروت للطباعة والنشر، ١٤٠٢/ ١٩٨٢)، ص ٦٢. (٢) روى المرزباني بسنده عن الهيثم بن عدي قال: "قال لي صالح بن حسان: هل تعرف بيتًا من الشعر نصفه أعرابِيٌّ في شملة، والنصف الآخر مخنَّثٌ من أهل العقيق يتقصف تقصفًا؟ قلت: لا والله. قال: قد أجَّلْتُك حولًا. قلت: لو أجَّلْتَنِي حولين ما علمتُ الذي سألتني - وقال محمد في حديثه: لو أجَّلْتَنِي خمسين حولًا لم أعرفه. فقال: أُفٍّ لك! قد كنتُ أحسبُكَ أجودَ علمًا مما أنت. قلت: وما هو؟ قال: "أَومَا سمعتَ قولَ حميل: أَلَا أَيُّهَا النُّوَّامُ وَيْحَكُمْ هُبُّوا"، أعرابي والله يهتف في شملة. ثم أدركه اللين وضَرَعُ الحب وما يدرك العاشق، فقال: "أُسائلكم هَلْ يَقْتُلُ الرَّجُلَ الْحُبُّ"، كأنه والله من مخنثي العقيق يتفكك". وجاء عن الأصمعي مثلُ ذلك، قال: "قال هارون [الرشيد] يومًا لجلسائه وأنا منهم: أيُّكم يعرف بيتَ شعرٍ أولُ المصراع منه أعرابي في شملة، والثاني مخنَّث يتفكك؟ فأَرَمَّ القوم (أي سكتوا)، فقال هارون: قول جميل: "ألا أيها النوام ويحَكم هبوا"، فهذا أعرابِيٌّ =