(١) فمن الخطب النبوية ما رواه الجاحظ قال خطب النبي - صلى الله عليه وسلم - فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: "أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ لِكُمْ مَعَالِمَ فَانْتَهُوا إِلَى مَعَالِمكُمْ، وَإِنَّ لَكُمْ نِهَايَةً فَانْتَهُوا إِلَى نِهَايَتِكُمْ، إِنَّ المُؤْمِنَ بَيْنَ مَخَافتَيْن: بَيْنَ أَجَلٍ قَدْ مَضَى لا يَدْرِي مَا الله صَانِعٌ فِيه، وَبَيْنَ أَجَلٍ قَدْ بَقِيَ لا يَدْرِي مَا الله قَاضٍ فِيه، فَلْيَأْخُذِ الْعَبْدُ مِنْ نَفْسِهِ لِنَفْسِه، وَمنْ دُنْيَاهُ لآخِرَتِه، وَمِنَ الشَّبيبَةِ قَبْلَ الْهَرَمِ، وَمِنَ الْحَيَاةِ قَبْلَ الْمَوْت، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا بَعْدَ الْمَوْتِ مِنْ مُسْتَعْتَب، وَمَا بَعْدَ الدُّنْيَا دَارٌ إِلا الْجَنَّةَ أَوِ النَّارَ". وكذلك خطبة أبي طالب في تزويج النبي - صلى الله عليه وسلم - بخديجة رضي الله عنها المذكورة في السيرة، وهي: "الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم، وزرع إسماعيل، وضيضئ معد، وعنصر مضر، وجعلنا حضنة بيته، وسواس حرمه، وجعل لنا بيتًا محجوجًا وحرمًا آمنًا، وجعلنا الحكام على الناس. ثم إن ابن أخي هو محمد بن عبد الله لا يوزن به رجلٌ إلا رجح به: [فإن كان في المال قُل، فإن المال ظل زائل وأمر حائل، ومحمد من قد عرفتم قرابته]، [وقد خطب خديجة بنت خويلد] وقد خطب إليكم رغبة في كريمتكم خديجة وبذل لها عن الصداق [ما آجله وعاجله من مالي] ". إلخ. - المصنف. انظر بِشأن الخطبة الأولى: البيان والتبيين، ج ١/ ١، ص ٢٠٥ - ٢٠٦. وهي في: ابن ودعان الموصلي (تـ. ٤٩٤ هـ)، القاضي محمد بن علي بن ودعان: الأربعون الودعانية الموضوعة، تحقيق علي حسن علي عبد الحميد (بيروت: المكتب الإسلامي، ط ١، ١٤٠٧/ ١٩٨٧)، ص ٢٨ - ٢٩. أما خطبة أبي طالب فهي في: ابن الجوزي، جمال الدين أبو الفرج: صفة الصفوة، تحقيق محمود فاخوري (بيروت: دار المعرفة، ط ٣، ١٤٠٥/ ١٩٨٥)، ج ١، ص ٧٤. وانظر كذلك: المبرد: الكامل في اللغة والأدب، ج ٢، ص ٢٧٠؛ المقريزي، تقي الدين أحمد بن علي بن عبد القادر بن محمد: إمتاع الأسماع بما للنبي - صلى الله عليه وسلم - من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع، تحقيق محمد عبد الحميد النميسي (بيروت: دار الكتب العلمية، ط ١، ١٤٢٠/ ١٩٩٩)، ج ٦، ص ٢٩.