"أَنَا ابْنُ جَلَا وَطَلاَّعُ الثَّنَايَا ... مَتَى أَضَعِ الْعَمَامَةَ تَعْرِفُونِي أما والله إني لأحتمل الشر بحمله، وأحذوه بنعله، وأحزبه بمثله، وإني لأرى رؤوسًا قد أينعت وحان قطافُها، وإني لَصَاحبُها، وإني لأنظر إلى الدماء تَرَقْرَقُ بين العمائم واللحى. . . إني والله يا أهل العراق والشقاق والنفاق، ومساوئ الأخلاق، ما أُغمَزُ تَغْمازَ التِّين، ولا يُقَعْقَعُ لي بالشِّنان، [ولقد فُرِرت عن ذكاء، ولقد فُتِّشتُ عن تجربة، وجريت من الغاية]. إن أمير المؤمنين كبَّ كِنانته ثم عَجَم عيدانها، فوجدني أمرَّها عودًا وأصلبها عمودًا، فوجهي إليكم" إلخ. (انظرها في البيان والتبيين وفي كامل المبرد). وأما خطبته بعد دير الجماجم فهي: "يا أهل العراق، إن الشيطان قد استبطنكم، فخالط اللحم والدم والعصب والمسامع والأطراف، فحشاكم نفاقًا وشقاقًا، وأشعركم خلافًا، واخذتموه دليلًا تتبعونه وقائدًا تطبعونه ومؤامَرًا تستشيرونه. فكيف تنفعكم تجربة، أو تعظكم وقعة، أو يحجزكم إسلام، أو ينفعكم بيان؟ ألستم أصحابي بالأهواز حيث رُمتم المكر، وسعيتم بالغدر، واستجمعتم الكفر، وظننتم أن الله يخذل دينه وخلافته؟ وأنا أرميكم بطرفي، =