للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكذلك حفظُ العِرض بحيث لا تُحفظ له هنةٌ أو زلة، وقد رُوِيَ عن عمر - رضي الله عنه - أنه قال: "احذر من فلتات الشباب كلَّ ما أورثك النبزَ وأَعْلَقَك اللَّقَب، فإنه إن يعظُمْ بعدها شأنُك يشتد على ذلك ندمُك". (١) وفي متابعة آداب الإسلام والوقوف عند شرائعه ملاكُ ذلك كله. ومثلُ ذلك رجاحةُ الرأي، وقوةُ العلم والحكمة، قال أبو واثلة يهجو عبد الملك بن المهلب:

لَقَدْ صَبَرَتْ لِلذُّلِّ أَعْوَادُ مِنْبَرٍ ... تَقُومُ عَلَيْهَا، فِي يَدَيْكَ قَضِيبُ

بَكَى الْمِنْبَرُ الْغَرْبِيُّ إِذْ قُمْتَ فَوْقَهُ ... فَكَادَتْ مَسَامِيرُ الْحَدِيدِ تَذُوبُ

رَأَيْتُكَ لمَّا شِبْتَ أَدْرَكَكَ الَّذِي ... يُصِيبُ سَرَاةَ الأُسْدِ حِينَ تَشِيبُ

سَفَاهَةُ أَحْلَامٍ وَبُخْلٌ بِنَائِلٍ ... وَفِيكَ لِمَنْ عَابَ المُزُونَ عُيُوبُ (٢)

فهذه أهمُّ الشروطِ الذاتية، ويعد علماءُ الأدب تارةً صفاتٍ أخرى هي بالمحاسن أشبه، مثل سكون البدن وقت الكلام؛ لأنه دليلٌ على سكون النفس، ولا


= القراءات والإيضاح عنها، تحقيق علي النجدي ناصف وزميليه (القاهرة: المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، ١٤١٥/ ١٩٩٤)، ج ١، ص ٢١٨؛ ابن هشام الأنصاري، أبو محمد عبد الله جمال الدين بن يوسف بن أحمد بن عبد الله: شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب، ومعه كتاب منتهى الأرب بتحقيق شرح شذور الذهب لمحمد محيي الدين عبد الحميد (القاهرة: دار الطلائع، ٢٠٠٤)، ص ٨٦. وهو بلا نسبة في: السيوطي، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر: همع الهوامع في شرح جمع الجوامع، تحقيق أحمد شمس الدين (بيروت: دار الكتب العلمية، ط ١، ١٤١٨/ ١٩٩٨)، ج ١، ص ١٥٤؛ الأزهري، خالد بن عبد الله: شرح التصريح على التوضيح، تحقيق محمد باسل عيون السود (بيروت: دار الكتب العلمية، ط ١، ١٤٢١/ ٢٠٠٠)، ج ١، ص ٩. ويروى "من بني هَدَادٍ" عوض "بني سدوس".
(١) الجاحظ: البيان والتبيين، ج ١/ ٢، ص ١٨٧.
(٢) المزون هو الذاهب إلى وجهه. - المصنف. الجاحظ: البيان والتبيين، ج ١/ ١، ص ١٩٨ - ١٩٩، ج ١/ ٢، ص ٢٠٥. والشاعر هو واثلة (لا أبو واثلة) بن خليفة السدوسي.

<<  <  ج: ص:  >  >>