فِي الذَّاهِبِينَ الأَوَّلِينَ مِنَ القُرُونِ لَنَا بَصَائِر ... لمَّا رَأَيْتُ مَوَارِدًا لِلْمَوْتِ لَيْسَ لَهَا مَصَادِر وَرَأَيْتُ قَوْمِي نَحْوَهَا يَمْضِي الأَكَابِرُ ... أَيْقَنْتُ أَنِّي لَا مَحَالَةَ حَيْثُ صَارَ القَوْمُ صَائِر". وفي رواية أخرى أنه عليه السلام سأل وفد إياد: "هل وُجد لقُس بن ساعدة وصية؟ فقالوا: نعم وجدنا له صحيفة تحت رأسه مكتوبًا فيها: يَا نَاعِيَ الْمَوْتِ وَالأَمْوَاتِ فِي جَدثٍ ... عَلَيْهِمْ مِنْ بَقَايَا ثَوْبهِمْ خِرَقُ دَعْهُمْ فَإِنَّ لهمْ يَوْمًا يُصَاحُ بِهِمْ ... كَمَا يُنَبَّهُ مِنْ نَوْمَاتِهِ الصَّعِقُ مِنْهُمْ عُرَاةٌ وَمَوْتَى في ثِيَابِهِمْ ... مِنْهَا الجَدِيدُ وَمِنْهَا الأَوْرَقُ الخَرِقُ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "والذي بعثني بالحق لقد آمن قس بالبعث"". البيهقي، أبو بكر أحمد بن الحسين: دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة، تحقيق عبد المعطي قلعجي (بيروت: دار الكب العلمية/ القاهرة: دار البيان للتراث، ط ١، ١٤٠٨/ ١٩٨٨)، ج ٢، ص ١٠١ - ١٠٤. وفي رواية أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يرحم الله قسًّا، إني لأرجو أن يبعث يوم القيامة أمة وحده". الأصفهاني: الأغاني، ج ٥/ ١٥، ص ٦٤١. وانظر: الجاحظ: البيان والتبيين، ج ١/ ٢، ص ٢٠٩ - ٢١٠.