للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقول المؤلف "أَقصُر" (بهمزة مفتوحة وبضم الصاد)، أي أرد وأحبس، ويتعلق به قولُه "على عمل شرح". و"الوَكْد" بفتح الواو وسكون الكاف هو الهم والقصد، وقوله "أمرَ الشعر" كذلك ثبت في أكثر النسخ وفي نسخة ذكرها الناشر "في أمر الشعر"، وهي الأوْلَى، وعلى ما في معظم النسخ يكون "أمرَ الشعر" منصوبًا على نزع الخافض.

وأبو تمام من شعراء الدولة العباسية في خلافة المعتصم، امتاز بطريقةٍ ابتكرها في الشعر، وهي طريقةُ تدقيق المعاني وتكثيرِها، ولو أداه ذلك إلى شيءٍ من الخفاء في استفادتها من اللفظ. وأخذ عنه البحتريُّ، وتُوُفِّيَ بالموصل سنة ٢٢٨ هـ، وقيل ٢٣١ هـ، وقيل سنة ٢٣٢ هـ، وديوانُه مشهور. وجمع "ديوانَ الحماسة"، وهو واضحُ الشهرة في الأدب العربي، اشتمل على عشرةِ أبواب من فنون الشعر، أولها باب الحماسة وهو الذي دُعِي به، جمع فيه قطعًا للشعراء غير المشهورين. وله اختيارٌ ترجمه بالقبائلي، اختار فيه قطعًا من محاسن أشعار القبائل. وله الاختيارُ القبائلي الأكبر، اختار منه (١) من كل قصيدة. وله اختيارُ الشعراء الفحول، واختيارٌ على طريقة ديوان الحماسة صدّره بباب الغزل.

• قال المؤلف: "وما قال الشعراء في الجاهلية وما بعدها وفي أوائل أيام الدولتين وأواخرهما من الرفعة به" (٢)،

ترتيبُ هذه الفقرات في أكثر النسخ كما رأيتَ هنا، وفي نسخة من النسختين بتونس مغايَرةٌ لهذا؛ إذ وقعتْ فقرة "من الرفعة به" عقب فقرة "وما نال الشعراء"، وذلك أحسنُ مما في النسخ الأخرى. ووقع قوله "وفي أوائل" في إحدى نسختي تونس مجردًا عن واو العطف، وهو أحسن إذ يكون قولُه "في أوائل الدولتين" حالًا


(١) الأولى أن يقال: فيه.
(٢) نشرة هارون، ج ١، ص ٣، وفيها "نال" بدل "قال".

<<  <  ج: ص:  >  >>